أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أهالي "جرابلس" يضحون بأشجارهم لمواجهة الشتاء

يعتبر الحطب المادة الأولى المستخدمة لأغراض التدفئة في عموم ريف حلب الشمالي

دفع غلاء أسعار المحروقات لهذا العام قسماً لا بأس به من أهالي مدينة "جرابلس" بريف "حلب" الشمالي، إلى اقتلاع أشجارهم الحراجية والمثمرة بهدف الحصول على مادة الحطب لتدفئة أبنائهم خلال أيام فصل الشتاء الباردة.

في السياق ذاته قال الحاج "محمد الزعبي" مزارع من أبناء مدينة "جرابلس"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن السبب وراء ازدياد عمليات قطع الأشجار المثمرة في مدينة "جرابلس"، يعود إلى عدم قدرة معظم العائلات على تأمين بدائل أخرى للتدفئة، في ظل ارتفاع أسعار المحروقات وتزايد تكاليف المعيشة مع تردي الحالة الاقتصادية للكثيرين منهم.

وأضاف "في السنوات الماضية أصبح أهالي مدينة "جرابلس" أمام خيارات صعبة لمواجهة برد الشتاء، ما دفعهم إلى اللجوء إلى الطبيعة والقيام بعمليات قطع متواصلة للأشجار المثمرة وهي بمجملها من أشجار (اللوز، الفستق الحلبي، الزيتون)، حالهم في ذلك حال الكثيرين من أبناء الشمال السوري المحرر".

وتابع "تحتاج كل عائلة إلى 150 ألف ليرة سورية -في أسوأ الحالات- لتغطية نفقات التدفئة في فصل الشتاء، ويعدّ هذا المبلغ كبيراً إذا ما قورن بالدخل الشهري لمعظم أهالي "جرابلس"، الأمر الذي أجبر أصحاب الأراضي الزراعية منهم إلى اختيار ما بين 30 إلى 40 شجرة، لاستخدامها لاحقاً في التدفئة"، حسب وصفه.

وأشار الحاج "بكري" إلى أنه قام وعلى مدار الأشهر الماضية بتخزين نحو 4 طن من الحطب في منزله.

واعتمدّ في ذلك على قلع عددٍ معين من الأشجار التي يملكها، كما حرص على أن تكون الأشجار المقتلعة هرمة وقليلة الثمار وذات جذور كبيرة للاستفادة منها، وهذه الكمية -حسب رأيه- ستمنح الدفء لأفراد أسرته طوال 4 أشهر. 

يعتبر الحطب المادة الأولى المستخدمة لأغراض التدفئة في عموم ريف حلب الشمالي، وذلك بسبب تدني أسعاره ووفرته في المنطقة، فضلاً عن الحرارة الكبيرة التي يولدها عند احتراقه، بما لا يُقارن مع مدافئ المازوت أو الكهرباء.

بدوره قال "سامر عثمان" تاجر حطب في مدينة "عفرين" لـ"زمان الوصل"، ازداد الإقبال في الآونة الأخيرة على شراء مادة الحطب في أنحاء مختلفة من الشمال السوري، بسبب الاكتظاظ السكاني الذي نجم عن عمليات التهجير القسري إلى المنطقة، وحاجة العائلات إلى وسائل رخيصة وناجعة للتدفئة في منطقة تُعرف ببرودتها وانخفاض درجات الحرارة فيها إلى مستويات منخفضة في فصل الشتاء.

أضاف "الحطب هو أقل مصادر التدفئة من حيث التكلفة، وفيما تقدّر حاجة عائلة مؤلفة من 3 –4 أشخاص بحوالي 3 طن من الحطب طيلة فترة الشتاء، تحتاج نفس العائلة إلى برميل من المازوت شهرياً، بسعة 220 ليترا، وبسعر 44 ألف ليرة سورية، وهذا ما لا يتناسب مع متوسط الدخل الشهري لغالبية العائلات في الشمال السوري، والذي يُقدّر بـ25 ألف ليرة".

وحول أسعار الحطب، أشار "عثمان" إلى أن سعر الحطب يعتمد بالدرجة الأولى على نوعه وجفافه وطريقة تقطيعه، فالزيتون أفضلها ويصل سعره في الوقت الراهن إلى 75 ألف ليرة سورية، ذلك أنه يتميز باحتوائه على نسبةٍ جيدة من الزيت وهو ما يجعله يشتعل لمدّة طويلة، ثمّ يأتي بعد الزيتون حطب أشجار اللوز والصنوبر والسنديان بسعر يتراوح بين 50- 60 ألف ليرة.

تقع مدينة "جرابلس" على بعد 125 كيلو متراً، شمال شرقي "حلب"، وتمتاز المدينة بوفرة الغطاء النباتي في أراضيها، كذلك فإنها شهدت في الأشهر الفائتة ازدياداً سكانياً ملحوظاً، نتيجة ازدياد عدد المهجّرين الوافدين إليها من مناطق سورية متفرقة.

ريف حلب - زمان الوصل
(104)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي