يسود هدوء حذر على جبهة الساحل، تتخلله منغصات القصف من قبل مراصد نظام الأسد على القرى المحررة، ومحاولات متكررة للتسلل إلى نقاط تمركز فصائل المقاومة الثورية، وبالمقابل ترد الفصائل على مصادر إطلاق النار وتنصب الكمائن للمتسللين أحيانا.
*هدوء حذر
تعمل جميع الفصائل المتواجدة في جبهة ريف اللاذقية على البقاء بحالة الجاهزية القصوى، وتعزز نقاط الحراسة في نقاط المواجهة تحسبا لغدر النظام.
تواصلت جريدة "زمان الوصل" مع قائد ميداني في جبهة الذي أشار إلى أن حالة من الترقب والحذر تسود المنطقة مع صمت الجبهة في أغلب الأحيان، بعد أن كانت قبل اتفاق "سوتشي" بين روسيا وتركيا في حالة اشتباك وتبادل لإطلاق النار بشكل دائم، وأكد أن الصمت تقطعه يوميا بضعة قذائف صاروخية أو مدفعية يطلقها جنود الأسد باتجاه القرى المحررة.
وأوضح المصدر أن أهالي القرى المحررة قد بدأوا بالعودة إليها من المخيمات، كما بدأوا بإصلاح ما تضرر منها، استعدادا لقضاء الشتاء القادم تحت أسقف منازلها بعد سنوات من التشرد والنزوح، كما بدأوا بحراثة أراضيهم، وجمع ثمار أشجار الزيتون التي حرموا منها في الأعوام الماضية موسمي 2016 و2017.
وأضاف القائد الميداني أن قوات الأسد تحاول باستمرار وفي أوقات مختلفة استهداف المدنيين لمنعهم من العودة والاستقرار، كما تستهدف الطرقات التي تسلكها فصائل المقاومة باتجاه الجبهات في جبلي الأكراد والتركمان، بالإضافة إلى القذائف الحارقة التي تستخدم فيها مادتي الفوسفور والنابالم المحرمتين دوليا، بغية إشعال الحرائق فيما تبقى من غابات.
*المقاومة ترد
وأكد المصدر أن فصائل المقاومة ترد مباشرة على مواقع نظام الأسد التي تطلق النيران منها، وتدمر الوسائط النارية التي يستخدمها في القصف، مشيرا إلى تكبيد قوات الأسد خلال الأسبوع الماضي خسائر بشرية وفي العتاد العسكري.
وأمس الأحد دمرت الفصائل سيارة دفع رباعي بصاروخ موجه، نجم عنها مقتل أحد العناصر وإصابة ثمانية آخرين، وقد اعترفت بها المصادر الإخبارية لقوات الأسد.
كما تمكنت فصائل المقاومة خلال الأسبوع الماضي من تدمير مدفع رشاش "14" في جبل الاكراد بعد رصده وتحديد مكانه واستهدفته بصاروخ حراري من نوع "فاغوت" أدى إلى تدميره ومقتل طاقمه بالكامل، وكان يقوم بالرمي على الخطوط الخلفية للجبهة مستهدفا المدنيين أثناء قطاف الزيتون والطرقات والسيارات العابرة.
كما نصبت إحدى الفصائل الأسبوع الماضي كمينا لعناصر من قوات الأسد، أثناء محاولة تسللها إلى نقاط الحراسة على محور "نحشبّا" في جبل الأكراد، وقتلت منهم أربعة " بعد دخولهم في المدى المجدي للنيران، فيما فرّ الباقون.
ودمر فصيل آخر دبابة بواسطة صاروخ مضاد للدروع كانت ترمي قذائف صاروخية على محور جبل الكبانة.
وأضاف المصدر "استهدفنا مواقع تتمركز فيها مدفعية ثقيلة تستخدمها ميليشيا الأسد في جبل قلعة شلف وقلعة طوبال، وحققنا إصابات مباشرة فيها وتم إسكات نيرانها".
*إصرار على العودة
من جانب آخر، رفع أهالي ريف اللاذقية من نواحي "ربيعة" و"سلمى" و"كنسبا" كتابا إلى الحكومة التركية، طالبوها فيه بالعمل على إعادة المنطقة التي كانت محررة قبل التدخل الروسي إلى سيطرة فصائل المقاومة ووضعها في منطقة النفوذ التركي، من أجل عودة النازحين الذين يبلغ عددهم أكثر من 50 ألف نسمة من المخيمات القريبة من الحدود التركية.
كما ترتفع أصوات مقاتلين ثوريين مطالبين بالسماح لهم بالقيام بعمل عسكري من أجل استرداد مناطقهم وقراهم، إذا فشل العمل الديبلوماسي التركي، ويؤكدون أنهم قد خسروا كل شيء ولم يعد لديهم ما يخسرونه، ويفضلون المبادرة بالهجوم على مواقع الأسد قبل أن يباغتهم مع تزايد التوتر والتجييش الذي يمارسه والحشود التي يزجّ بها في النقاط الخلفية للجبهة، وهم يفضّلون الموت بكرامة على أن يموتوا من البرد والجوع في المخيمات، حسب قول أحدهم.
طارق حاج بكري - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية