بنيامين نتنياهو قال عقب تكليفه بتشكيل حكومة جديدة لاسرائيل إن ايران على رأس التحديات التي تواجه دولته، ولو تبنت دولة صغيرة مثل جزر المالديف ـ مثلا ـ برنامجا نوويا للاستخدامات السلمية فانها سوف تصبح بالضرورة هدفا إسرائيليا يتعين إغراقه في مياه البحر التي تحيطها من كل جانب، ولاسرائيل سوابق متعددة تؤكد انها على استعداد لارتكاب أخس الجرائم لتظل الدولة الوحيدة ذات القدرات النووية في المنطقة، برصيد لا تنفيه ولا تؤكده لامتلاكها مائتي قنبلة نووية، ومن هذه الجرائم قصف مفاعل تموز العراقي واغتيال عدد من علماء الذرّة العرب بأسلوب نمطي بقذفهم الى الشارع من شرفات غرف فنادقهم ببعض العواصم الأوروبية ورفض التوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية او السماح لوكالة الطاقة الذرية الدولية بالتفتيش على منشآتها.
هذا يعني ـ ببساطة ـ أن العقد النفسية اليهودية التقليدية ما زال لها اليد الطولى في تحديد ملامح السياسة الخارجية الاسرائيلية، من حيث الاصرار على امتلاك اساليب القوة دون غيرهم، والاستعلاء والشك والارتياب في الآخر والانكفاء على الذات وعدم التعامل مع الغير بعقول مفتوحة او القدرة على التعايش الندي مع المجتمعات التي يتواجدون فيها.. وهي المقدمات التي قادت الى كل الكوارث التي لحقت بهم على مدى التاريخ، وتكرار نفس الأسلوب يؤكد ان عمى البصيرة يظل عائقا امام استفادتهم وتعلمهم من وقائع تاريخهم القديم والحديث، فإن على القوى المستنيرة المناهضة للصهيونية داخل المجتمع الاسرائيلي أن توحّد قواها لكبح هذه النوازع التي تدفع الاسرائيليين دائما الى الهاوية حتى لو حققوا بعض مكاسب جزئية وقتية.
ماذا يعني كل هذا؟ إنه دعوة عاجلة لتسليط الضوء على الخطر النووي الاسرائيلي المؤكد الذي تبدت بعض سلبياته في التسرب الذي حدث من مفاعل ديمونة بدلا من الحديث عن خطر إيراني محتمل، إضافة إلى انه قد يدفع بعض المنظمات والدول التي تستشعر خطرا حقيقيا من الأنشطة النووية الاسرائيلية في المجال العسكري الى تبني تقنيات أقل تطورا لإنتاج قنابل غبية قذرة أشد في مفعولها من نظيرتها الاسرائيلية الذكية لإحداث توازن في القوى يمثل رادعا يحول دون استخدام سلاحها النووي أو حتى مجرد التهديد به.. ومرة اخرى يقود ساسة اليهود أبناء جلدتهم الى كارثة حقيقية بدلا من العودة الى جادة الصواب والعيش السلمي في محيطهم واعادة الحقوق المسلوبة الى اصحابها.. تلك التي يقول محمد بسيوني سفير مصر باسرائيل على مدى 20 عاما، انها لن تحدث .. الا اذا شعرت إسرائيل بتهديد نووي!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية