"الكهربا وصلت لقفاي قبل ما توصل لضيعتنا"، جملة ذات مغزى عميق للغاية أوردها الكاتب الراحل "محمد الماغوط" في مسرحيته الشهيرة "كاسك ياوطن" على لسان "دريد لحام"، ما زالت بعد مرور 28 سنة من سماع الجمهور لها صالحة للوضع السوري، بل وصالحة جدا.
فقد وصلت قرارات حزب البعث الجديدة إلى جريدة "الوطن" المملوكة لرامي مخلوف، قبل أن تصل إلى حزب البعث نفسه، بحسب ما تابعت "زمان الوصل".
وفي هذا الإطار نشرت "الوطن" خبرا حصريا عن "مجموعة من القرارات التنظيمية" التي اتخذها حزب البعث خلال اجتماع ترأسه بشار الأسد شخصيا.
ومن تلك القرارات الاستعاضة عن مسمى "القيادة القطرية" بمسمى "القيادة المركزية"، وعلى هذا المنوال فإن بشار لم يعد مسماه الحزبي "الأمين القطري" بل "الأمين العام"، كما إن تسمية "الأمين القطري المساعد" ستصبح "الأمين العام المساعد"، وسيكون الاسم الجديد لأعضاء "القيادة القطرية" هو أعضاء "القيادة المركزية".
وليس ذلك فقط!، بل إن "المؤتمر القطري" سيكون اسمه من الآن فصاعدا "المؤتمر العام".

وعلاوة عليه، سيقوم الحزب الذي بلغ عمره 71 عاما، والذي يعجز السوريون عن إحصاء "منجزاته" المنثورة في الكتب والجرائد.. سيقوم ولأول مرة بانتخاب "أمين سر اللجنة المركزية للحزب"، وهو منصب لم يكن موجودا من قبل، بل جرى استحداثه ضمن التغييرات التنظيمية الأخيرة.
لكن ما نشرته جريدة "الوطن" لصاحبها مخلوف، يبدو أنه لم يصل بعد أسماع "الرفاق" في الحزب، لاسيما المسؤولين عن موقعه الإلكتروني، الذي ما زالت تتصدره صورة لبشار، وفوقها بخط عريض عبارة "الأمين القطري"، بل الصفحة الرسمية كلها على الإنترنت وعلى "فيس بوك" ما تزال تحت مسمى "القيادة القطرية".
ويحفل آخر خبر منشور على صفحة الحزب الرسمية قبل ساعات فقط.. يحفل بمصطلحات: القيادة القطرية، الأمين القطري، الأمين القطري المساعد.. الأمر الذي جعل عبارة "الماغوط" الشهيرة "الكهربا وصلت لقفاي قبل ما توصل لضيعتنا" مناسبة جدا لهذا "المقام".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية