في متسع تحت ركام المنازل المدمرة في عزبة عبد ربه ،أشعل عدد من أصحاب البيوت المدمرة النيران ،طلباً للدفء ،منصتين لمذياع صغير يعمل بالبطاريات ، يتنقلون من محطة الى أخرى ،أملاً بسماع أخبار سارة من شرم الشيخ ،ومؤتمر الأعمار.
"محمد خضر" المشترك في عدد من الوكالات الاعلامية التي تقدم خدمتها عير رسائل الجوال ،قطع إنصات المستمعين للمذياع عدة مرات ،ناقلاً اليهم أرقام كبيرة من الدورلارات واليورو ،قائلاً :الدولة الفلانية تكلفت بتقديم مبلغ كذا وكذا ،الرئيس الفلاني تبرع باليورو بلايين ،والأمير العربي زاد نسبة بلاده من الدولارات لصالح إعمار غزة.
المشهد كان أشبه بأحلام وردية يندي بها المكلومين جروحهم ،يستمدون الدفء من الوعود والدولارات واليوريو متغلبين على البرد القارس ،والامطار التي هطلت من آن لأخر فوق خيامهم التي افترشت الارض.
"أبو خليل خضر" قال بينما كان يحاول اجراء حسبة بسيطة عبر الآلة الحاسبة في جواله للملايين والبلايين من الدولارات :يعني رح تصلني حصتي من الاموال هذه لبناء بيتي المكون من اربع طبقات وخسرت فيه تحويشة العمر.
وتسائل بشئ من التهجس أخشى أن تكون هذه الاموال أرقام كالتي سبقت وتأتي الحرب الثانية على غزة قبل أن يشرع المسئولون عنها بالبناء والاعمار لنا.
وقاطعة "زايد خضر " قائلاً :تفائل يا رجل فلم يعد أمامنا سوى الامل والتفاؤل.
وأضاف : مادام رح يتحوا رح تمشي الأمور صح ورح ترجع بيتونا احسن باذن الله.
وكانت عائلة خضر التي تسكن العزبة شرق منطقة جباليا فقدت 32 بيتاً لأبنائها الذين دمرت منازلهم ،وبات أبناء هذه العائلة بلا بيوت تأويهم ،وسكن بعضهم الخيام فيما لجأ البعض الأخر لبيوت الاقارب والاصدقاء.
ونادي ابو خليل أحد الصحافيين الذين انهالوا لاجراء المقابلات في العزبة تزامناً مع انعقاد المؤتمر قائلاً :تعال يا صحافي اريد أن أرسل رسالة للمجتمعين في شرم الشيخ.
وأضاف الرجل الذي بدت عليه الجدية في الحديث قائلاً :"قول ليهم أكلنا البرد والمطر وذوبنا التشتت والحرمان، أبلغهم أننا لا ننتظر فعلاً جدياً على أرض الواقع ،نريد بيوت تأونيا وتعيد لنا أطفالنا المشتتين من بيت لأخر.
وفعلاً نجح الرجل في اجراء مقابلة صحافية مع اكبر فضائيات الاعلام العربي ووجه ندائه بكل جرأة أملاً ألا تتكرر تجربة البيوت المدمرة على الحدود الفلسطينية المصرية والتي لا تزال مشاريع الأونروا حتى اللحظة متوقفة لعدة أسباب دون اعادة بناء بيوت لأصحاب المنازل المدمرة قبل انسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة والشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر.
وشهدت منطقة العزبة حركة اعلامية وحركة مساعدات نشطة أمس تزامناً مع انعقاد المؤتمر ،وراح المغلوب على أمرهم ممن فقدوا بيوتهم يدلون بدلوهم أملاً في اعادة الاعمار بسرعة وانهاء معاناتهم التي مضى عليها الآن أكثر من ربعين يوماً بعد الحرب على غزة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية