أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ناشط حقوقي يكشف تفاصيل بخصوص مخطوفات السويداء وإعدام "ثروت أبو عمار"

وقفة احتجاج بالسويداء - نشطاء

كشف ناشط حقوقي من مدينة السويداء تفاصيل من اختطاف ومقتل "ثروت أبو عمار" على يد تنظيم "الدولة" منذ أيام.

وكانت الضحية "ثروت" إحدى المخطوفات لدى التنظيم فجر الأربعاء 25 تموز يوليو بعد مهاجمته لقريتها "الشبكي"، في ريف السويداء الشرقي، إضافةً إلى 8 قرى أخرى وارتكابه مجازر يندى لها جبين الإنسانية راح ضحيتها أكثر من 260 شخصا غالبيتهم من المدنيين العزل.

وخطف أكثر من 30 امرأة وطفلا من أهالي "الشبكي" واقتادهم إلى معاقل التنظيم في بادية السويداء، وأرسل وبث التنظيم فيديو لإحدى لجان التفاوض في السويداء، يظهر فيها ملثمان وأمامهم الضحية "ثروت"، تحدث خلاله أحدهما عن شروط التنظيم.

وقال الملثم إن مطالب التنظيم تتمثل في وقف حملة الجيش السوري على منطقة "الصفا" شرق السويداء، منذ أكثر من شهرين، كما طالبوا بإطلاق سراح المعتقلات الإسلاميات -كما وصفهن- في سجون الأجهزة الأمنية السورية مقابل الإفراج عن مختطفات السويداء، وإلا سيتم إعدام كافة المختطفات في حال انتهاء المدة مساء الجمعة دون تنفيذ المطالب.

وقال الناشط الحقوقي "شادي صعب" لـ"زمان الوصل" إن "ثروت أبو عمار" كانت شاهدة على ذبح والدها ووالدتها أمام أعينها من قبل عناصر التنظيم الذين اقتحموا منزلهم واقتادوها معهم بعد ذبح أفراد أسرتها فجر الأربعاء 25 تموز يوليو.

وأكد أن الفتاة التي تمت تصفيتها بدم بارد تبلغ من العمر 25 سنة، وهي فتاة عازبة لا تعمل ولم تتابع دراستها بعد المرحلة الإعدادية، وكانت -كما يقول- تعيش مع والديها فقط بمفردها نتيجة سفر باقي أفراد الأسرة خارج البلاد بداعي العمل.

ولفت "صعب" إلى أن محاولات عدة جرت من قبل المجتمع المحلي في السويداء للتفاوض مع الجهة الخاطفة على إطلاق سراح المخطوفات واستخدام الحلول السلمية للحفاظ على حياتهن، إلا أن كافة المحاولات باءت بالفشل تقريباً، وعزا "صعب" ذلك إلى ضبابية بعض القضايا المتعلقة بالجهة الخاطفة التي لا تصرح عن هويتها أو مطالبها أو قناة واضحة للتواصل من خلالها، مضيفاً أن بعض الأفراد المقيمين خارج سوريا ممن أطلقوا على أنفسهم لقب لجنة التفاوض الأصلية كانوا من أوائل المتابعين لملف المخطوفات منذ بدايته.

وأردف الناشط الحقوقي أن كافة الصور والفيديوهات والمطالب التي كانت ترسل من قبل الجهة الخاطفة كانت تمر حصراً عبر هذه القناة، وتحديداً لإعلامي يدعى "سمير الحلبي" مقيم في الأراضي الفلسطينية المحتلة وكان الأخير ينشرها عبر صفحة أنشئت مؤخراً باسم (صفحة مختطفات السويداء).

وأضاف "بعد مرور أكثر من شهر على حادثة الخطف دون التوصل إلى نتائج مرضية في ملف المخطوفات ودون وجود مفاوضات حقيقية تشكل حاملاً حقيقياً لأي تفاوض جاد مع الجهة الخاطفة، قامت مشيخة عقل المسلمين الموحدين الدروز في السويداء، بتشكيل لجنة لمتابعة شؤون المخطوفات والمخطوفين من أبناء السويداء لدى تنظيم الدولة بتاريخ 20/08/2018، وباشرت اللجنة عملها على الفور بالتواصل مع جميع الفاعلين على ساحة محافظة السويداء.

وجرى–كما يقول- متابعة مبادرة "مجلس سوريا الديمقراطية" من خلال تواصلهم مع الرئاسة المشتركة (إلهام أحمد) وعدد من القادة الفاعلين في (قسد) الذين وضعوا كافة أسرى التنظيم لإرهابي لدى "قوات سوريا الديمقراطية" في "الجزيرة" السورية البالغ عددهم (6000) أسير/ة تحت تصرف اللجنة ليتم التفاوض معه على إطلاق سراح مختطفات السويداء مقابل اطلاق (قسد) أسرى التنظيم لديها.

وكشف "صعب" الذي يدير منظمة "توليب لدعم المرأة والطفل" أن العديد من الجهات داخل وخارج سوريا حاولت عرقلة التواصل مع الإخوة الأكراد، بالإضافة إلى العديد من المحاولات التي قامت بها لجنة المتابعة، والتي تعرضت للإجهاض من قبل جهات تحاول أن تعيق أي مسعى، وآخرها -حسب قوله- عندما قامت اللجنة من خلال أحد الوسطاء بالتواصل مع الجهة الخاطفة لنشر مقطع فيديو مصور يظهر العدد الكامل للمخطوفات والمخطوفين والتأكد من وضعهم الصحي من خلال نشره على المواقع والصفحات التابعة للتنظيم حصراً للتأكد من هوية الجهة الخاطفة، إلا أنه لم يتحقق طلب لجنة متابعة شؤون المخطوفات والمخطوفين، لافتاً إلى أن الخاطفين أرسلوا مقطعاً مصوراً لا تتجاوز مدته 48 ثانية فقط.

وقالت الجهة الخاطفة على لسان إحدى المخطوفات إنه لا يوجد أي تفاوض معها من قبل أي جهة لا القوات الروسية ولا قوات النظام، ولم يتم نشر الفيديو على صفحات التنظيم، كما طلبت اللجنة بل قام الوسيط بنشر الفيديو على صفحة (مختطفات السويداء) عكس الاتفاق ما ساهم بتعميق الشرخ بين اللجان والمفاوضين.

وكان أهالي المخطوفات والمخطوفين بدؤوا اعتصاماً مفتوحاً منذ صباح الأربعاء 3 تشرين الأول أكتوبر بمساندة عدد من الناشطين والناشطات في محافظة السويداء أمام مبنى محافظة السويداء حتى عودة المخطوفات والضغط على نظام الأسد لتنفيذ مطالب التنظيم بإطلاق سراح الموقوفات من أقارب أعضائه في السجون السورية قبل نفاذ المهلة التي منحها التنظيم قبل إعدام مخطوفات السويداء. 

واختطف تنظيم "الدولة" 30 مدنيا من السويداء أثناء هجومه على قرية "الشبكي" 25-7-2018، بينهم 11 سيدة و18 طفلاً، وشاباً واحداً "مهند ابو عمار" كان أول شخص أعدمه مطلع شهر آب أغسطس.

وأعلن منتصف الشهر ذاته عن وفاة المختطفة "زاهية الجباعي" نتيجة مضاعفات صحية حسب ادعائه، ليعدم مختطفة جديدة يوم الثلاثاء، حيث تبقى من المختطفين 10 سيدات و18 طفلا.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(109)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي