في ليلة شتوية رياحها هادئة وأمطارها تكبو كهرِمٍ كارهٍ
للنوم خوفاً من أن يأتيه الموت بلحظة سوداء لا تبقي كهولةً
فوق عمر الخمسين ,خرجت تنهيدةً من جوفي أشعلت ما تبقى
من ذاكرتي التي بدأت تعاني ضموراً لست راغباً في البوح به
ومما ينذر بيض الأيام التي أحيت النور لمقلتيّ اللتين لا تعرفان
السكينة والثبات .
في تلك الليلة جثوت متملقاً لأفكاري أستجدي الهدوء , والنقاء
وأقلب وريقات الأيام الصفراء قبل أن أبدأ بالهذيان .
ألتحف برودة الدنيا وصقيعها ,متململاً أحاول الشعور بالدفء
غير قاصد , ولا مبالٍ ً للذات الملتصقة بجسدي والملتهبة شوقا
لكل الحكايات التي لا أريد نسيانها , وتدخل عشقي وشغفي للعشق
برحم الحب من جديد .
في تلك الليلة تقطرت الندى كل خلايا الشفاه المرتجفة قبل الأنس
وبحس طفوليٍ شد ابتسامة روحي رويداً وببطءٍ ....غادرت أفكاري
محيط هامتي ,نظرت حولي ما وجدت أحداً سواكِ , كنت تضعين
كمادات من الماء البارد على جبهتي , لقد كان رأسي يحترق ..!
وما من أحد يدري إلا أنت أن لعشقي وعشقكِ تفتح بوابات من
النار يعز علينا فراقها .
لا تبتعدي فلقد أمسيت في خريف عمري وهذه الليلة من شجرة
كانت يافعةً يوماً لم تعي أن البؤس لا يرحم العشق ولايبالي
لفؤاد يختزن حب الدنيا .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية