أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مؤسس "فيسبوك" يقر باختراق 50 مليون حساب، وإمكانية تعرض بيانات أصحابها للسرقة!

أرشيف

هل بدأت الحرب العالمية الثالثة؟! الحرب التي لن يكون عتادها الجيوش، ولا الصواريخ، حرب البيانات والمعلومات الرقميّة، هي الحرب التي بدأت في السنتين الأخيرتين ولا يبدو أنها ستتوقف قريبا!

استفاق مستخدمو "فيسبوك" حول العالم صباح الثامن والعشرين من الجاري (أمس)، ليجدوا أنفسهم مضطرين لإعادة تسجيل الدخول على حساباتهم على "فيسبوك"، الأمر الذي ظنه البعض خطأ على جهازه الشخصي فقط، لكن سرعان ما أدرك الكثيرون أن الحالة عامة، وأن جميع من حولهم تعرضوا لذات الأمر، أي قد تم تسجيل خروجهم من حساباتهم دون علمهم!

الأمر الذي اثار استغراباً واسعاً جدا بين المستخدمين على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فهذه الحسابات الشخصية، لم تعد مجرد صفحات للتسلية، فهي تحتوي على بيانات مهمة جدا عن كل مستخدم، ناهيكم عن احتواء هذه الحسابات، للكثير من المعلومات اللوجستية والمالية للمستخدمين، من أين قمت بتسجيل الدخول؟ مكان تواجدك في الوقت الحالي، ماهي المنتجات التي تهتم بها وقمت بالبحث عنها، عمليات الشراء الأخيرة التي أجريتها عبر محركات البحث، والكثير الكثير من المعلومات المهمة جدا، والتي تتنافس بعض الشركات العملاقة، والحكومات حول العالم، للحصول ولو على جزء يسير منها!

ظل الأمر محلّ تخمين، حتى صرّح "مارك روكزبيرغ" مؤسس منصة "فيسبوك" عبر حسابه الشخصي قائلا: "أريد أن أطلعكم على مشكلة أمنية مهمة حددناها. قمنا بتصحيح القضية الليلة الماضية واتخذنا تدابير احترازية لمن قد تأثروا. مازلنا نحقق في الأمر، ولكني أريد مشاركة ما عثرنا عليه بالفعل: اكتشفنا يوم الثلاثاء أن أحد المهاجمين استغل ضعفًا فنيًا لسرقة رموز الدخول التي من شأنها أن تسمح له بتسجيل الدخول إلى حوالي 50 مليون حساب على "فيسبوك". لا نعرف بعد ما إذا كان قد تم إساءة استخدام هذه الحسابات، ولكننا مستمرون في النظر في هذا الأمر وسنقوم بتحديثها عندما نتعلم المزيد.

وقامت إدارة "فيسبوك" باتخاذ بعض الإجراءات الوقائية، حيث قامت بتغيير رموز الدخول إلى 50 مليون حساب على "فيسبوك"، الأمر الذي اضطر مالكي هذه الحسابات إلى إعادة تسجيل دخولهم مرة أخرة وتلقيهم رسائل تنبيه لإخطارهم بما حدث، كما قامت إدارة "فيسبوك" بإيقاف ميزة (عرض باسم) التي تتيح لك رؤية صفحتك كما تظهر لأشخاص آخرين، بشكل مؤقت، الميزة التي يعتقد بأنها كانت الثغرة الأمنية التي تسلل منها المخترقون.

وكإجراء وقائي إضافي، قامت إدارة "فيسبوك" بتسجيل جميع الذين كانوا قد استخدموا هذه الميزة (عرض باسم) منذ تم اكتشاف الثغرة الأمنية، الأمر الذي سيجبر أكثر من 40 مليون مستخدم على تسجيل الدخول لحساباتهم، مع عدم توفر الدليل على اختراق حساباتهم، لكن هذه الخطوة ستتخذ كإجراء احترازي، على حد تعبير بيان "زوكربيرغ".

وكإجراء وقائي إضافي، فإننا نسجّل أيضًا جميع الأشخاص الذين استخدموا ميزة "عرض باسم" منذ طرح الثغرة الأمنية. سيتطلب هذا 40 مليون شخص أو أكثر لتسجيل الدخول إلى حساباتهم. ليس لدينا حاليًا أي دليل يشير إلى أنه تم اختراق هذه الحسابات، لكننا نتخذ هذه الخطوة كإجراء احترازي.

وأضاف زوكربيرغ: "نواجه هجمات مستمرة من الأشخاص الذين يريدون الاستيلاء على الحسابات أو سرقة المعلومات حول العالم. وبينما أنا مسرور لأننا اكتشفنا الأمر، إصلاح الثغرة الأمنية وتأمين الحسابات التي قد تكون معرضة للخطر، فإن الواقع هو أننا بحاجة إلى مواصلة تطوير أدوات جديدة لمنع حدوث ذلك في المقام الأول.

وقد كتب "غي روزن"، نائب رئيس إدارة المنتجات شركة "فيسبوك"، في تدوينه له: "بما أننا بدأنا للتو تحقيقاتنا، فما زال علينا أن نحدد ما إذا كانت هذه الحسابات قد أسيء استخدامها أو أنه قد تم الوصول إلى أي معلومات".

وأكمل قائلا: "كما أننا لا نعرف من يقف وراء هذه الهجمات، نحن نعمل جاهدين لفهم هذه التفاصيل بشكل أفضل، وسنقوم بتحديث هذه الرسالة المعلومات المرسلة إلى مالكي الحسابات، عند توفر المعلومات، أو إذا تغيرت الحقائق. بالإضافة إلى ذلك، إذا وجدنا المزيد من الحسابات المتأثرة، فسنقوم على الفور بإعادة تعيين رموز الدخول الخاصة بها.

بإرسال رسائل تطمين وشرح للمستخدمين الذين تأثرت حساباتهم، تعتبر الشركة نفسها بريئة الذمة، أي أنها ترفع عن نفسها المسؤولية القانونية فيما جرى. فقواعد حماية البيانات الأوروبية، تجبر شركة "فيسبوك" على الإعلان عن أي نوع من هذه الانتهاكات إذا وقعت، أو إن الشركة ستتعرض لغرامات مالية ضخمة.

ويذكر أن "فيسبوك" قد تعرض لمشكلة أمنية في آذار مارس الماضي، بعد الكشف عن فضحية شركة "كامبريدج أناتاليكا" التي قبضت على بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم لموقع "فيسبوك"، دونما تصرح من أصحابها، من أجل تطوير برنامج معلومات رقمي يتيح كشف الميول الانتخابية للناخبين الأمريكيين، وكيف يمكنها التلاعب بها، وذلك منذ العام 2014. البيانات التي حصلت عليها شركة "كامبريدج أناتاليكا" بطريقة غير شرعية حسب "فيسبوك"، بأنها قد أضرت بحوالي 87 مليون مستخدم على "فيسبوك"!

وتبقى الكثير من الأسئلة معلقة، هل سُرقت فعلا بيانات 50 مليون مستخدم، أم أنها بيعت؟! ومن السارق أو المشتري، هل هي شركات تجارية ضخمة؟! أم حكومات دول كبرى ترددت أسماؤها في عمليات مشابهة في الآونة الأخيرة! والسؤال الأهم، هل سيظل "فيسبوك" منبر ترفيهي تعبيري اجتماعي شخصي، أم أنه سيكون وبالا ومصدر خطر على مستخدميه؟!

زمان الوصل - ترجمة
(119)    هل أعجبتك المقالة (121)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي