أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مع انحسار التعفيش.. البطالة تدفع الشبيحة للاقتتال في شوارع اللاذقية

استخدمت فيهما القنابل

شهدت مدينة اللاذقية خلال اليومين الماضيين معركتين حقيقيتين بين مجموعات الشبيحة في "بكسا" ودوار "الزراعة"، استخدمت فيهما القنابل وقاذفات "آر بي جي" والرشاشات المتوسطة، ولم يتضح حجم الخسائر البشرية رغم توجّه سيارات الإسعاف إلى مكاني الحادثتين.

في الأولى، والتي جرت على دوار الزراعة، وهو معقل لرؤساء مجموعات التشبيح في اللاذقية، جرت معركة استمرت أكثر من ساعة بين مجموعة تشبيحية يقودها شبان من "آل الأسد" و"آل شاليش" المقربين من بعض ومجموعة مجهولة، رجح البعض أن رئيسها ضابط في أمن اللاذقية.

وأفاد الناشط الإعلامي "محمد الساحلي" بأن قوات الأمن والشرطة لم تحضر إلى المكان إلا بعد انتهاء المعركة رغم اتصال الأهالي بها، "كما هي العادة، حيث تمتنع قوات الأمن والشرطة عن التدخل في الخلافات والاشتباكات التي تحدث بين مجموعات الشبيحة"، وأرجع سبب ذلك إلى أن هذه المجموعات أقوى سلطة وأكثر دعما وتتبع غالبيتها "لأشخاص مقربين من آل الأسد، وقد سبق لها أن أطلقت النار عليها لدى محاولتها التدخل في مرات سابقة".

وسائل الإعلام المحلية أوردت خبر الاشتباك ووصفته بالعنيف، دون الإشارة إلى الجهتين المتقاتلين، لكنها أشارت إلى أن مثل هذه الاشتباكات باتت أمرا مألوفا، فيما أكدت التعليقات على الخبر أن إحدى الجهتين هي مجموعة تتبع "آل شاليش" و"الأسد".

وفي الثانية، حدث اشتباك عنيف في ناحية "بكسا" شمال اللاذقية بين مجموعتين إحداهما من الطائفة "المرشدية" وأخرى علوية، دون معرفة تبعيتهما، استخدمت فيها القنابل والرشاشات المتوسطة، نجم عنها انقطاع في التيار الكهربائي وخطوط الهاتف لاحتراق عمود يحمل أسلاك الشبكتين، كما احترقت سيارة خاصة بشكل كامل.

ونقلت سيارات الإسعاف عددا من المصابين، وربما القتلى، إلى المشفى الوطني، ووصلت سيارات الإطفاء بعد انكفاء النيران ذاتيا، وعند انتهاء الاشتباك، أغلقت القوات الأمنية المكان ومنعت اقتراب الأهالي.

أحد الشهود على الحادثة، وهو يسكن قريبا من مكان وقوعها، أشار إلى أن أصواتا تعالت قبل إطلاق النار، تبيّن منها أن خلافا بين المجموعتين على تقاسم أرباح تجارة السلاح والمخدرات، تطوّر لاستخدام السلاح فيما بينهما.

وأرجع المدرّس "ج.صبوح" سبب المعركتين الأخيرتين والمعارك التي باتت تتكرر بشكل شبه يومي إلى انتهاء الحرب والبطالة التي تعيشها المجموعات العسكرية الرديفة، وتحوّلها من القتال على الجبهات للاقتتال الداخلي.

ورجّح في اتصال هاتفي مع "زمان الوصل" أن تتصاعد وتيرة الاشتباكات بين هذه المجموعات، حيث نشأت بهدف القتال، وهي لن تجد ما تفعله إن لم تتقاتل فيما بينها.

وأضاف "صبوح" "أتوقع أن تتوجه كثير من هذه المجموعات لعمليات تهريب السلاح والمخدرات والدخان، وهذا ما سيساهم في ازدياد الخلافات مع المجموعات السابقة المختصة في هذه العمليات".

ودعا الجهات الأمنية لأخذ دورها في ضبط الشارع اللاذقاني حماية للمدنيين وممتلكاتهم، حيث غالبا ما يسقط بينهم قتلى وجرحى في أماكن الاشتباكات، وتتضرر منازلهم ومحلاتهم التجارية.

وكانت مصادر خاصة أوضحت لـ"زمان الوصل" أن أكثر من 70 مجموعة تشبيحية تركت مواقع القتال عقب توقف المعارك، وعادت إلى اللاذقية وجبلة والقرداحة.

وقدّرت المصادر أن عدد عناصرها يتجاوز 10 آلاف، "سيجدون أنفسهم عاطلين عن العمل، بعد انتهاء التعفيش، لذلك سيبحثون عن عمل يقومون به، وهم لا يتقنون سوى القتل والاقتتال".

اللاذقية - زمان الوصل
(97)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي