أصدرت وزارة التربية في حكومة النظام قرارا بتسريح 185 مدرّسا من عملهم بناء على اقتراح من وزارة الدفاع بسبب عدم التحاقهم بالخدمة الاحتياطية.
وكان نصيب محافظة السويداء العدد الأكبر من المسرّحين حيث وصل إلى 57 مدرّسا، فيما توزعت المحافظات السورية الأخرى بقية الأعداد.
ويعود ارتفاع العدد في السويداء إلى التزام أعداد كبيرة من شباب ورجال المحافظة بعدم الالتحاق بجيش الأسد، الأمر الذي لم يعجب النظام فأوعز لوزارة التربية بمعاقبتهم بوقفهم عن العمل، وربما يلجأ لملاحقتهم.
أثار القرار غضب أهالي المدينة، وعبّرت التغريدات والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي عن سخط أبناء المدينة ولا سيما الكادر التعليمي فيها، حيث إن أعمار بعض المفصولين تجاوزت الأربعين.
وأشار المدرس "وسيم"، وهو من إحدى قرى السويداء وشمله قرار الطرد، إلى أن القرار كيديّ بامتياز يهدف لمعاقبة أهالي المحافظة عموما لرفض غالبيتهم للجرائم التي يرتكبها جيش الأسد، وبالتالي الامتناع عن الالتحاق بهذا الجيش الذي تخلى عن مهمته في الدفاع عن الحدود وتحوّل إلى قتل السوريين.
وكان لافتا أن القرار ضم أسماء 43 من مدرسي الساحل، وهو ثاني أكبر عدد من المفصولين بين المحافظات، الأمر الذي وصفته صفحات إعلام موالية للنظام بالغريب والمفاجئ "لأن سكان الساحل هم عماد الجيش"، ولم يقصّروا في "الحرب على الإرهاب" فيما رحب به البعض "لأن الجيش هو من يحمي البلد وعلى الجميع تأدية الخدمة الإلزامية والاحتياطية، كما فعلنا".
فيما سخر المحامي "عدنان.س" من القرار واعتبره "غبيّا" لأن غالبية المدرسين الساحليين الذين شملهم القرار باتوا في أوروبا، حيث هاجروا لأسباب متعددة، وقال المحامي "عدنان" إنه متأكد من اسم واحد على الأقل قتل خلال خدمته الإلزامية في الجيش.
ليست المرة الأولى التي يُسَرَّح فيها موظفون في الدولة بسبب عدم خدمة الجيش، وفي كل قرارات التسريح السابقة كان نصيب محافظة السويداء هو الأكبر، لأنها أكثر محافظة امتنع شبابها ورجالها عن الالتحاق بخدمة جيش بشار الأسد منذ بداية الثورة، واشترطوا أن تكون خدمتهم في مدينتهم للقبول بذلك.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية