بدأ مئات الشباب من أبناء "الغوطة" الشرقية بريف "دمشق" مؤخراً، بمراجعة شعب التجنيد في المنطقة، وذلك بالتزامن مع انقضاء مدّة التأجيل التي مُنحت لهم سابقاً بموجب اتفاق "المصالحة" الذي جرى التوصل إليه مع النظام في شهر نيسان/ إبريل الماضي.
في هذا الشأن قال الناشط الإعلامي "براء محمد" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن المهلة التي أعطاها النظام لمئات الشباب المطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية في الغوطة الشرقية تنتهي فعلياً أواخر شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، وبالتالي بدأ المكلفون من أبناء المنطقة مراجعة شعب التجنيد تمهيداً لاستكمال الإجراءات اللازمة لالتحاقهم بالخدمة العسكرية في صفوف النظام.
وأضاف: "قام النظام في الآونة الأخيرة بإعادة هيكلة لمعظم الحواجز العسكرية المنتشرة في عموم مدن وبلدات "الغوطة" الشرقية، حيث استبدل عناصر الجيش المتواجدة فيها بآخرين من الأفرع الأمنية ولا سيما من جهازي (المخابرات الجوية، أمن الدولة) بهدف تشديد القبضة الأمنية وملاحقة المطلوبين أمنياً أو المتخلفين عن الخدمة العسكرية المتواجدين في المنطقة".
وأوضح أن الحواجز تضم قوائم بأسماء المطلوبين للتجنيد الإجباري والاحتياط في المنطقة، فضلاً عن نسخٍ أرسلت إلى المخاتير لتبليغ المكلفين رسمياً بضرورة التحاقهم بالخدمة لدى قوات النظام خلال أسبوع من تاريخ التبليغ تحت طائلة المحاسبة القانونية بحق المخالفين.
تتركز الحواجز العسكرية بشكلٍ رئيس في الطرق الرئيسية والفرعية التي تصل بين بلدات (سقبا، مديرة، بيت سوى، عربين، حزة، كفربطنا، زملكا)، فيما قامت قوات النظام بإغلاق بعض المداخل والطرق وخصوصاً في بلدات (عربين، عين ترما، زملكا) المحاذية لطريق المتحلق الشمالي المحاذي للعاصمة "دمشق". حسب ما أشار إليه "محمد".
*طلاب الجامعات
نص اتفاق "المصالحة" المبرم مع النظام برعاية روسية على منح أبناء "الغوطة" الشرقية لأوراق "التسوية" بما يمكنهم من التحرك خارج المنطقة، لكن النظام علق العمل بهذا البند، ما ألحق الضرر بكثير من طلاب الجامعات الذين كانوا يأملون أن تمنحهم "التسوية" فرصة لمتابعة تحصيلهم العلمي.
بدوره قال "محمد حمزة"، وهو اسمٌ مستعار لأحد الطلاب الجامعيين المنقطعين عن الدّراسة في مدينة "دوما"، إن النظام يصر على تطبيق إجراءات مشددة ضد أبناء المناطق التي شهدت حراكاً ثورياً مناهضاً له خلال السنوات الفائتة، مستخدماً في سبيل ذلك وسائل عدّة منها: عدم منح أوراق التسوية للكثيرين من الشباب بمن فيهم طلاب الجامعات الذين ظنوا أن بإمكانهم الحصول على تأجيل دراسي يضمن لهم العودة إلى جامعاتهم بعد انقطاعهم عنها لسنوات.
وأضاف لـ"زمان الوصل" قائلاً "بات المئات من أبناء "الغوطة" الشرقية، مجبرين في الوقت الراهن على الالتحاق بالخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام، بسبب انتهاء مدّة الـ 6 أشهر الممنوحة لهم بموجب اتفاق التسوية دون أن يتمكنوا من تسوية أوضاعهم الأمنية أو حتى الحصول على مدّة تأجيل إضافية تخولهم متابعة تحصيلهم العلمي.
وأشار "حمزة" إلى أن شعب التجنيد التي أعاد النظام افتتاحها في "الغوطة" الشرقية، رفضت تمديد التأجيل لقسمٍ كبير من الطلاب الجامعيين النظاميين والمنقطعين عن الدراسة الذين سبق وأن خضعوا لاتفاق التسوية الخاص بالمنطقة.
واستطرد بالقول "رفضت أجهزة النظام منح التأجيل الدراسي لما يزيد عن 300 طالب جامعي في مدينة "دوما" لوحدها، ومع عدم التحاقهم مجدداً بالجامعات وانقضاء مدّة الستة أشهر، أصبح هؤلاء الطلاب أمام خيارين لا ثالث لهما إما الاعتقال أو السوق إلى الخدمة العسكرية"، حسب تعبيره.
يعاني أبناء "الغوطة" الشرقية ممن فضلوا "المصالحة" مع النظام على مغادرة المنطقة، من انعدام الخدمات وضعف المواصلات، بالإضافة إلى الاعتقالات المتكررة التي تطال الشباب في أنحاء متفرقة من المنطقة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية