وجه رواد لمواقع التواصل أصابع الاتهام إلى "الصليب الأحمر" بدعم بشار الأسد ونظامه وتسهيل حصولهم على الأموال، عبر بث النداءات والمقاطع التي تدعو للمساعدة في إعادة إعمار مناطق دمرها النظام ومليشياته.
وجاءت آخر الانتقادات مع نشر "الصليب الأحمر" مقطعا قصيرا من الغوطة، يظهر حجم الخراب الهائل مع تعليق يقول: "خذ 30 ثانية وامش معنا في هذا الشارع بالغوطة الشرقية، الصراع في سوريا بدأ قبل أكثر من 7 سنوات، والآن هناك 13 مليون شخص يحتاجون المساعدة".
واعتبر ناشطون أن المقطع بثمابة إطلاق حملة تبرع جديدة لصالح النظام، عبر استغلال آلام الشعب السوري وكوارثه، التي يصعب تبرئة النظام وحلفائه منها.
ولفت آخرون إلى أن الشريط على قصره (نحو 30 ثانية) كشف عن وجود "عفيشة" حسب قول هؤلاء، حيث ظهرت سيارة مملوءة بجميع أنواع الخردة الحديدية من خزانات وبراميل و..، وحولها عدة رجال يتابعون تحميلها وجمع الخردة من بين ركام المنازل المدمرة.
ورأى هؤلاء أن الشريط يوضح ودون كثير كلام أين تذهب الأموال التي يجمعها "الصليب الأحمر"، وكيف تعمل هذه المنظمة "يدا بيد" مع النظام ولصوصه وفاسديه.
وخلال السنوات الفائتة، واجهت منظمات دولية وأممية اتهامات خطيرة ومتكررة بدعم بشار الأسد ونظامه، من خلال إصرارها على تمرير جميع الأموال والمساعدات عبر قناته، متجاهلة حجم الفساد والسرقات التي تنخر هذا النظام بدءا من أعلى قمته، ومتغاضية عن سيطرة المخابرات واختراقها لجميع الهيئات "الرسمية" المعنية باستقبال وإعادة توزيع المساعدات، مثل "الهلال الأحمر السوري" و"اللجنة العليا للإغاثة".
وفضح تقرير حديث نشرته "فورن أفيرز" إلى أي مدى دعمت الأمم المتحدة ومنظماتها بشار الأسد، وإلى أي حد ساهمت في استمراره في قتل وتهجير ملايين السوريين وتدمير مناطقهم، حيث أمدّته بأموال تقارب 30 مليار دولار، وأعطته في عام 2017 وحده مساعدات تفوق قيمتها ثلث حجم الإنتاج المحلي السوري مجتمعا.
وأبان التقرير أن المساعدات التي تلقاها الأسد عبر قنوات الأمم المتحدة ووكالاتها، ربما تعادل أو تفوق تلك التي تلقاها من حلفائه، وفي مقدمتهم إيران، مشددا على أن مسارعة النظام لإعلان ما سماه "الانتصار" وشروعه في إطلاق الدعوات المتكررة لجمع المساعدات من أجل إعادة الإعمار، من شأنه أن يفتح أمام بشار ونظامه بابا عريضا لنهب أموال ضخمة جدا، ستكون المساعدات التي نهبها سابقا من برامج الأمم المتحدة أمامها شيئا صغيرا.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية