أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اسرائيل تنكر المسيحية ... بلال حسن التل

سلسلة الوقائع والأحداث التي شهدتها فلسطين المحتلة، خلال الأيام القليلة الماضية، تؤكد جميعها على أن المخطط اليهودي يتسارع في تنفيذ مراحلة . لتحقيق زمن العلو الإسرائيلي. ولإجتثاث الغوييم من غير اليهود من فلسطين . واستعبادهم في خارجها . وإجتثاث مقدساتهم التي لا يعترف اليهود بها أصلاً . لأنهم لا يعترفون من حيث المبدء لا بنبوة محمد ولا بنبوة عيسى عليهما السلام . ولذلك لم يتردد المذيع الصهيوني ليؤور شلاين في أن يعلن الأسبوع الماضي من خلال برنامجه اليومي الذي تبثه القناة العاشرة الإسرائيلية من انكاره المسيحية كدين . واتهامه لصفوة نساء العالمين مريم البتول بأنها لم تكن عذراء وأنها حملت بالمسيح من صديق لها وهي في الخامسة عشرة من عمرها.
ويستمر هذا المذيع الإسرائيلي في سخريته من المسيحية والمسيحيين.
فبعد أن أنكر عذرية السيدة مريم البتول أطلق وبالاً من الأوصاف الساخرة على كلمة الله وروحه عيسى بن مريم فيزعم هذا المذيع الإسرائيلي أن المسيح عليه السلام كان يخجل من نفسه. لأنه كان بدينا يرفض الخروج من البيت. وأنه عليه السلام قضى حياته في عملية رجيم قاسٍ. وعلى ضوء هذا الفرية بحق السيد المسيح عليه السلام قدم المذيع الإسرائيلي تفسيراً مريضاً لأسباب قدسية يوم الأحد عند المسيحيين؛ حيث زعم بأن السيد المسيح كان يحرص في هذا اليوم على الحمية والريجيم. أما عن سبب احتفال المسيحيين بالعشاء الأخير فهو من وجهة نظر هذا الأفاك الإسرائيلي أن السيد المسيح عليه السلام تناول فيه طعاماً كثيراً ، وأكثر من شرب مشروبه المفضل وهوعصير الجريب فروت . ثم يزعم هذا الأفاك الإسرائيلي أنه لو لم يكن المسيح عليه السلام بديناً لعاش حياة أطول . ولم يكتفِ المذيع الإسرائيلي بكل هذه الإساءات للسيد المسيح وللطاهرة مريم العذراء ، بل وصف كل من يؤمن بأن مريم كانت عذراء بأنه كاذب مضلل طالباً من الناس عدم تصديق بابا الفاتيكان والكنيسة المسيحية بشكل مطلق.
وعندي أنه ليس أبشع من هذا الإفتراء الإسرائيلي، على السيد
المسيح وأمه عليهما السلام ، إلا ردة الفعل الباهتة وخاصة من قبل القيادات السياسية والدينية في الغرب، وعلى رأسها الفاتيكان . وأحسب أنه لو لم يبادر حزب الله ومن خلال قناة المنار إلى فضح هذه الممارسة الإسرائيلية .

ومن ثم أصدار الحزب لبيان يستنكر فيه هذه الجريمة الإسرائيلية لمرت مرور الكرام. لكن الحزب أبى تمرير هذه الجريمة الإسرائيلية بحق المسيح وأمه لأنها أولاً : جريمة بحق رسول الله محمد بن عبد الله الذي كان يقول أنا أولى الناس بعيسى بن مريم. وبحق القرآن الكريم الذي أكد نبوة عيسى عليه السلام كلمة الله ورسوله. كما أكدت الروايات الإسلامية جمال خُلق وخلق المسيح وأمه عليهما السلام. كما أكد القرآن الكريم حجم الجريمة الكبرى التي ارتكبها اليهود بحق المسيح عليه السلام عندما كذبوه وأذوه و عندما سعوا لقتله. كما أكد القرآن الكريم طهر وطهارة السيدة مريم وعذريتها. ووصفها بأنها صفوة الله سبحانه وتعالى على نساء العالمين، وجعل الإيمان بهما وبكل أنبياء الله ورسله شرطاً من شروط إسلام المرء. فالدفاع عن المسيح وعن أمه فريضة على كل مسلم ومسلمة لأنه دفاع عن حدود الله ودفاعاً عن انبيائه وكتبه التي أمرنا أن نؤمن بها ليكتمل إسلامنا. من هنا فإننا ندعو إلى قيام جبهة إسلامية مسيحية عالمية يبدؤها المسلمون والمسيحيون هنا في بلادنا. حيث ظهرت الديانات السماوية وعاش أنبياء الله ورسوله. لتتولى هذه الجبهة مواجهة خطر الصهيونية العالمية على الإسلام والمسيحية. وذلك أنه إذا كانت إسرائيل ومن ورائها الصهيونية العالمية تعلن جهاراً نهاراً وتعمل آناء الليل وأطراف النهار لهدم المسجد الأقصى.

فإنها لن تتوانى بعد ذلك عن هدم كنيستي القيامة والمهد وكل ما يتعلق بالمسيح عليه السلام الذي تنكر نبوته أصلاً وتنكر عذرية أمه وطهرها عليها السلام. والأنباء الواردة عن الإعتداءات الإسرائيلية على المسيحيين وشعائرهم كثيرة من بينها: التضييق عليهم للهجرة من القدس وسائر فلسطين وحرق نسخ الإنجيل، كما حدث مؤخراً في باحة كنيس يهودي قرب تل أبيب.
إننا ندعو إلى قيام جبهة إسلامية مسيحية عالمية لمواجهة خطر
الصهيونية العالمية على الإسلام والمسيحية. تكون حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة، أول مهامها . كذلك فإنه من المهم أن تتصدى هذه الجبهة لعملية الإنهيار القيمي والإخلاقي التي تكتسح المسلمين والمسيحيين في مختلف بقاع الأرض . حيث صار الإعلام وخاصة ما يسمى بتلفزيون الواقع من أهم أدواتها، ومعلوم أن اليهوديسيطرون على غالبية الإعلام المؤثر في العالم كما أنهم أول من استخدم الوسائل غير المشروعة لتحقيق أهدافهم . سواء كان ذلك عبر الدعارة أو القمار أو المخدرات أو الخمور أو الربا. إلى آخر قائمة الوسائل اللاأخلاقية التي روج لها اليهود خاصة في المجتمعات الإسلامية والمسيحية. مما يوجب على قادة الرأي والعلماء والمفكرين من أتباع هاتين الديانتين التصدي لهذا الخطر الذي يهدد قيم أممهم وشعوبهم. ويتنافى مع تعاليم وقيم الديانتين الإسلامية والمسيحية ، ونحسب أن هناك مساحات واسعة لقيام تعاون مثمر وبناء بين أتباع هاتين الديانتين السماوتين، لأنهما تشتركان في الكثير الكثير من القيم الأخلاقية والسلوكية التي صارت حمايتها واجباً دينياً ووطنياً وإنسانياً .

في ظل تغوّل الفساد والأفساد الذي تمارسه الصهيونية العالمية، إما عبر وسائل الإعلام أو عبر علب الليل ودور الدعارة أو عبر المضاربات الربوية التي تجلب للعالم الدمار عبر سلسلة الأزمات الخانقة وآخرها الأزمة المالية العالمية.
ويزيد من ضرورة الإسراع في التصدي للخطر الصهيوني أن التطرف
يزداد سيطرة على الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وهو التطرف الذي لا يخجل في الإعلان عن نفسه وأهدافه، ففي موازاة بث القناة العاشرة الإسرائيلية للبرنامج الساخر من المسيح والعذراء المنكر للمسيحية كدين. تتسارع عمليات الحفر حول المسجد الأقصى ويزداد التضييق على سكانها من العرب. فقد جرى هذا الأسبوع إبلاغ عشرات العائلات الفلسطينية في القدس بضرورة مغادرة منازلهم تمهيداً لهدمها بحجة أنها أبنية غير مرخصة، ومن المعلوم أن سلطات الإحتلال ترفض منح العرب أي ترخيص للبناء في القدس ، وبالتزامن مع هذا القرار بإخلاء عشرات الأسر العربية المقدسية من بيوتها جرى إستملاك1700 دونم في محيط القدس لإقامة آلاف المستوطنات الإسرائيلية حول المدينة المقدسة التي تم تشديد الحصار عليها وعزلها نهائياً عن سائر الضفة الغربية خاصةً بعد أن أتمت سلطات الإحتلال بناء جدار الفصل العنصري غير عابئه لأحد في هذا الكون.
ومن الغريب العجيب، أن كل هذه الإعتداءات الإسرائيلية على
المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى المسلمين والمسيحيين في فلسطين المحتلة عموماً، وفي القدس على وجه الخصوص، تجري في ظل جهود السلام وفيض التنازلات التي قدمها العرب لإسرائيل. وفي ظل حالة من التصالح والتسامح والإنفتاح يمارسها الفاتيكان مع اليهود عموماً . ومع إسرائيل على وجه الخصوص. فبعد أن برأ الفاتيكان اليهود من دم المسيح

وبعد أن حصن الفاتيكان أكذوبة المحرقة اليهودية من أي انتقاد ، كان رد اليهود عليه إنكار المسيحية كدين، واتهام الفاتيكان وسائر الكنائس بالكذب. فهل يزعم أحد بعد ذلك أن اليهودية ليست خطراً على المسيحية مثلما هي خطر على الإسلام؟ ورغم أننا نؤمن بأنه لن يأتي اليوم الذي يقول فيه المسيحيون: أكلت يوم أكل الثور الأبيض ذلك أن اليهودية لن تتمكن من تحقيق أهدافها بإجتثاث الإسلام والمسلمين لتتفرغ لإجتثاث المسيحية والمسيحيين . فإننا نؤكد على ضرورة قيام جبهة إسلامية مسيحية ضد خطر اليهودية على هاتين الديانتين وتعاليمهما وقيمهما وأتباعهما

(88)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي