مع افتتاح المدارس في المناطق الخارجة حديثا عن سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في دير الزور يبقى الكثير من الأطفال خارج صفوف الدراسة، عدا عن الصعوبات الكثيرة التي تواجه العملية التعليمة وعلى رأسها "المناهج الدراسية" وترميم المدارس المدمرة وتأمين المقاعد والوسائل التعليمية.
بينما يتوافد الأطفال مع ذويهم للسؤال عن احتياجات العودة إلى المدرسة، تتنقل الطفلتان "آلاء" (7 سنوات) وشقيقتها زهراء (5 سنوات) من مكان لآخر بحثاً عن علب المشروبات الغازية (التنك) وغيرها من المعادن والمواد الصالحة للبيع في سبيل إعانة والدهما المريض في تأمين احتياجات الأسرة النازحة في قرية "البحرة".
وتبقى الفتاتان أوفر حظاً من الأطفال المحتجزين مع ذويهم في مخيم لنازحين أسسته "قسد" قرب "البحرة" تحت إدارة الاستخبارات العسكرية، لأنهما يتنقلن بحرية في أحياء البلدة.
والمفارقة، أن منظمة "يونيسف" التابعة للأمم المتحدة الغائبة عن المنطقة منذ 4 سنوات دخلت إلى المخيم قبل أسبوع وقدمت الغذاء والدواء والأغطية وبنت دورات مياه وزودتها بمولدة كهرباء لإنارة 400 خيمة مازالت خالية، إلّا من عشرات العائلات مع توقع وصول المزيد من الفارين إلى المكان نتيجة استمرار المواجهات، وتم تخصيص مخيم صغير لعوائل عناصر تنظيم "الدولة" تحت رقابة عسكرية، دون إبداء أي موقف حيال احتجاز الأطفال.
ولا حاجة للتأكيد أن "آلاء" و"زهراء" عاينتا هذه الظروف الصعبة ضمن مخيمات الاحتجاز قبل المرور بـ"المعابر العسكرية" المدارة من قبل الميليشيات المدعومة أمريكيا أو بعدها، خلال رحلة النزوح مع والدهما منذ سنة من قرية "المجاودة" قبل أن تستقر العائلة الفقيرة في منطقة "الشعيطات"، حيث تجمعان العلب الفارغة من أكوام القمامة لبيعها بثمن زهيد لمساعدة العائلة على الصمود بوجه الظروف الصعبة.
في حين تعيش الطفلتان حالة غاية في البؤس، تعمل مجالس "مسد" بدير الزور الدعاية لعمليات إعادة افتتاح المدارس بمناطق سيطرتها في دير الزور، مع المطالبة بدعمها لقيام بهذه الوظيفة لأنها عاجزة عن تأمين الكتب والمقاعد للتلاميذ الذين افترشوا الأرض في بلدة "الشحيل" وقرى خط الخابور وغيرها.
في منتصف أيلول/سبتمبر الجاري بلغ عدد المعلمين فيها 5300 معلم ومعلمة والمدارس الجاهزة لاستقبال الطلاب نحو 450 مدرسة، وعدد الطلاب نحو 108000طالب وطالبة، بحسب لجنة التربية والتعليم في "مجلس دير الزور".
وأصدرت "يونيسف" تقريراً يوم 19 أيلول / سبتمبر 2018 قالت فيه إن 104 ملايين طفل يعيشون في بلدان متأثرة بالنزعات أو الكوارث غير ملتحقين بالمدارس، ويمثل هذا الرقم ثلث العدد الإجمالي للأطفال بعمر 5–17 سنة غير الملتحقين بالمدارس في العالم وهو 303 ملايين طفل.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية