أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أمام حاجز "الحشد الشعبي".. "عائشة" تتحول إلى "فاطمة" لتنقذ عائلتها..!

عائشة مقيمة في تركيا - زمان الوصل

عنصر الحاجز: اش اسمك عمو؟
عائشة: اسمي فاطمة!
عنصر الحاجز: وين هويتك فاطمة؟
عائشة: ضاعت لمن طلعنا من البيت!

هذا الحوار القصير بين أحد عناصر حاجز "الرزازة" والطفلة العراقية "عائشة حميد" (7 سنوات) أنقذ حياة عائلتها لأنها تنبهت إلى تغيير اسمها من "عائشة" إلى "فاطمة" حين سألها أحد عناصر ميليشيا "الحشد الشعبي" الطائفية، بينما أخفى والداها بطاقتها الشخصية خوفا من القتل على "الهوية" كون اسمها على اسم زوجة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.

رغم عدم امتلاكها أي لعبة بالمنزل، تقول "عائشة" إنها لن تترك تركيا وتعود إلى العراق، قائلة: "بيتنا وقع على الأرض لأن الشرطة سكبوا النفط فيه وفجروه"، هنا تقصد الطفلة "عائشة" بالشرطة كل القوات الأمنية العراقية وتتهمهم بتفخيخ منزل عائلتها في "الأنبار" وتفجيره.

غادرت "عائشة" مع أهلها منزلهم في منطقة "النساف" التابعة لـ"الرمادي" مركز محافظة الأنبار العراقية يريدون بغداد لكنهم احتجزوا في مخيم "بزيبز" قرب جسر "بزيبز"، بينما كانت اختها المريضة (معاقة) تحتاج لعملة جراحية ضرورية أغلقت السلطات العراقية الجسر واشترطت وجود كفيل من سكان بغداد لأي عائلة تريد اجتياز الجسر إلى العاصمة.

سمع "سعيد" والد عائشة عبر عائلة وصلت لتوها إلى المخيم بوجود مستشفى تخصصي في مناطق "درع الفرات" التي سيطرت عليها القوات التركية صيف عام 2016، فكان عليهم أن يجتازوا أولاً حاجز "الرزازة"، الذي فقد عنده 1700 مدني من الأنبار وصلاح الدين مازال مصيرهم مجهولا وعلى وجه الخصوص من تتضمن عائلته أسماء لصحابة الرسول الكريم صلوات الله عليه، مثل "عمر وعثمان أو عائشة" الاسم الذي تحمله هذه الطفلة الصغيرة.

يقول الرجل إنه عند وصول العائلة بالحافلة إلى نقطة "سيطرة الحشد" (حاجز) أعطى جميع البطاقات الشخصية عدا بطاقة "عائشة" خشية العاقبة، وهنا سأل مسلح من الحشد الطفلة عن اسمها، فأجابت بعد تفكير لمدة قصيرة اسمي "فاطمة" لتكون المنقذة لعائلتها المعذبة من مصير محتوم.

التقينا "سعيد" والد الطفلة في مركز "تراحم المجتمعي" الذي ترتاده ابنته في منطقة "بغلار باش" بمدينة أورفة التركية، حيث قال إنهم وصلوا إلى هنا بمساعدة شاب سوري من دير الزور قدم لهم المال الكافي (1500 $) لرحلة عبور الحدود بعد أن شرح له والده حالتهم الصعبة ومرض إحدى الطفلتين.

فبعد عبور الحاجز سيئ الصيت انطلقت العائلة إلى "الرطبة" ثم "القائم" الحدودية، فمنطقة "الجزيرة" بدير الزور ثم مناطق سيطرة "قسد" عبر مهربين حتى وصل "منبج" قبل الانتقال إلى "جرابلس" ثم "اعزاز"، حيث عرض الوالد ابنته "هاجر" (3 سنوات) التي تعاني من مرض التصاق القلب إلى جانب إعاقتها العقلية، فقيل له إن عليه ترك عائلته لوحدها ويرافق الطفلة إلى تركيا أو يرسل الأم معها، لكن فضل التوجه إلى إدلب لعبور الحدود بمساعدة مهربي البشر.

تقول "عائشة" الصغيرة أنها ستصبح معلمة، وهو اختصاص تمحورت حوله معظم أقوال عشرات الأطفال السوريين والعرب الذين يتوافدون إلى مراكز سورية بمدينة "أورفة" التركية لتعلم اللغة العربية والقرآن الكريم ضمن مشروع "الشفيع العالمي لتحفيظ القرآن".

زمان الوصل - خاص
(166)    هل أعجبتك المقالة (205)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي