أقيم في قاعة "المدينة الدولية للفنون" بباريس، مساء اليوم الأحد، حفل تأبين الفنانة "مي سكاف"، بحضور عدد كبير من أقارب وأصدقاء الراحلة، وذلك بعد أربعين يوما من رحيلها ومواراتها الثرى "مؤقتا" ريثما يتم إعادة جثمانها إلى سوريا "العظيمة" التي أرادتها وحلمت بها وناضلت كثيرا من أجلها.
وتخلل التأبين فيديو عرض خلاله محطات من حياة الفنانة الراحلة منذ طفولتها حتى وفاتها، تلاه أغنية للفنان "سميح شقير" بعنوان "مي وفدوى"، كما ألقى كل من "فادي جومر وحارث مهيدي" قصيدة مهداة إلى "مي" بعنوان "بس اضحكي".
أستاذ دراسات الشرق الأوسط في الجامعة الأمريكية بباريس "زياد ماجد" قال: "نحن هنا لنحي ذكرى الصديقة مي سكاف، ولنمسك بعض من أمل في سبيل الحرية الذي أحيته مظاهرات إدلب الجديدة بكل مكوناتها السورية، سواء من حمص أو درعا أو الغوطة. المظاهرات هذه أثبتت تمسك الشعب السوري بمطلبه (إسقاط النظام) وأن سيعود للتظاهر في حالة رفع قصف الطيران والصواريخ".
وأضاف: "مي سكاف دافعت عن العدالة، ومثلها كثر من السوريين حول العالم، فسوريا من دون عدالة ستبقى أرضا للإفلات من عقاب المجرمين والقتلة، وعلينا جميعا أن نمضي في سبيل إحقاق الحق والعدالة".

ورحلت "مي سكاف" عن الحياة يوم الاثنين 23 تموز/يوليو الماضي في الضاحية الباريسية "دوردان Dourdan"، عن عمر يناهز 49 عاماً، إثر تعرضها لنزيف دماغي حاد، وشيعت الراحلة بحضور حشد كبير من السوريين والفرنسيين في الضاحية نفسها.
الفنان السوري "فارس الحلو" قال: "لم يكن خروج مي من سوريا طوعيا، فلقد كان بقاؤها يعني الموت أو الاعتقال والتعذيب، وهذا ما حدث مع زملائها من كتاب وفنانين وكتاب ومبدعين.. مارس النظام كل أساليب المنع على السوريين خصوصا الفنانين لأن أصواتهم تكشف زيف وأكاذيب هذا النظام المجرم".
وتابع: "بعد الثورة السورية لم يتوان النظام عن الانتقام من الأصوات الجريئة ومنهم فنانون وممثلون كثر.. إن مطالبة مي بالحرية والعدالة يستند إلى موقف أخلاقي، كما يستند موقفها تجاه محاكمة المجرمين إلى جوهر الأخلاق والإنسانية".
وأكد "الحلو" على أن النظام الذي يعتقل الممثلين ويعذبهم ويقتلهم يمارس أضعاف ذلك ضد الشعب، منتقدا الصمت الدولي تجاه ما يجري في سوريا من مذابح وجرائم على مرأى عيون الجميع.

وانخرطت "مي سكاف" في صفوف الثورة السورية منذ انطلاقتها الأولى، واعتقلت مرات عديدة بسبب مشاركتها بالمظاهرات السلمية، ما اضطرها لترك سوريا والإقامة في دول الجوار، إلى أن وصلت أخر المطاف إلى فرنسا مع ابنها "جود" عام 2015.
يشار إلى أن الفنانة الراحلة "سكاف" شاركت في العديد من الأدوار المسرحية والتلفزيونية والسينمائية منها ما أنجز بعد عام 2011 مثل (أوركيديا، وأمل، وسفينة الحب، وعد الغريب، وطوق الإسفلت، ومنبر الموتى، وعمر، و النمور) وقبل الثورة السورية مثل (الشمس تشرق من جديد، والحور العين، و ربيع قرطبة، والأرواح المهاجرة، والبواسل، ومرايا، وجريمة في الذاكرة، وآخر أيام اليمامة، وسيرة الحب، والعبابيد، وصهيل الجبهات).
باريس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية