تواصل قوات النظام منذ نحو شهر اعتقالها لسيدة من مدينة "الرحيبة" بمنطقة "القلمون" الشرقي بريف "دمشق"، بحجة تلقيها لإحدى الحوالات المالية بطريقة غير نظامية، فيما لم تفلح جهود الأهالي طوال الفترة الفائتة بالتوسط لدى الأجهزة الأمنية التابعة للنظام بالإفراج عنها.
في هذا الصدد قال "أحمد ياسين" وهو اسمٌ مستعار لأحد أبناء مدينة "الرحيبة" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن قوات النظام المتواجدة على حاجز "المساكن" العسكري الواقع على المدخل الرئيسي لمدينة "الرحيبة"، اعتقلت قبل نحو شهر إحدى السيدّات وتدعى "رنا" وذلك جراء حيازتها لمبلغ مالي "حوالة" أثناء عودتها من العاصمة "دمشق".
وعزا السبب وراء اعتقال السيدّة "رنا" وهي أم لطفلين -حسب رواية النظام- إلى استلامها لحوالة مالية بقيمة 200 ألف ليرة سورية من أحد أقربائها في منطقة الخليج العربي، حيث يدعي النظام أن المعتقلة تسلمت الحوالة المالية عوضاً عن إحدى قريباتها المطلوبات أمنياً لأجهزة النظام".
وأشار "ياسين" إلى فشل جميع المحاولات التي قام بها وجهاء مدينة "الرحيبة" للتوسط لدى أجهزة النظام لإطلاق سراح المعتقلة، إذ اشترط الأخير إطلاق سراحها مقابل حضور أحد من أفراد عائلتها للإفصاح عن حقيقة مصادر الحوالات المالية التي سبق للمعتقلة "رنا" أن تسلمتها عن قريبتها على مدار السنوات الماضية. حسب تعبيره.
تأتي هذه الحادثة في إطار الانتهاكات المستمرة التي تقوم بها أجهزة النظام بحق المدنيين في عموم سوريا، وخصوصاً النساء، مع الأخذ بعين الاعتبار أن قوات النظام تسعى إلى التربح المادي من وراء عمليات الاعتقال عبر ممارسة الضغط والابتزاز المالي على ذوي المعتقلات لقاء الإفراج عن أي منهن.
وعلمت "زمان الوصل" من مصدر خاص لها في مدينة "الرحيبة" أن الحالة المادية المتردية لذوي المعتقلة لا تسمح لهم بدفع أموال مالية كبيرة لقوات النظام لإطلاق سراح ابنتهم، كما أنهم يخشون من التعرض للاعتقال في حال قام أحدهم بمراجعة أفرع النظام للسؤال عن مكانها أو معرفة مصيرها.
ووفقاً لما أشار إليه المصدر ذاته فإن "علاء إبراهيم" محافظ ريف "دمشق"، قد أخلف بوعوده التي أعطاها في وقتٍ سابق لأهالي مدينة "الرحيبة" من أجل متابعة ملف السيدّة "رنا" حتى يتم الإفراج عنها مع ضمان عدم ملاحقتها لاحقاً.
شهدت السنوات الفائتة قيام قوات النظام باعتقال العديد من النسوة من مدينة "الرحيبة"، لدى محاولتهن التوجه لأداء أعمالهن أو لمراجعة المستشفيات لعارض صحي أصابهن، الأمر الذي دفع بمعظمهن إلى تجنب مغادرة المدينة، تحت أي ظرف كان، خشية من تعرضهن للاعتقال أو الاحتجاز في أفرع النظام الأمنية.
على صعيد متصل قامت قوات النظام أول أمس الخميس، بتنفيذ حملة دهم وتفتيش في مدينة "الضمير" المجاورة لمدينة "الرحيبة"، وهو ما أسفر عن اعتقال المحامي "مضر جيرودية"، بالإضافة إلى "محمد سعد" الذي كان أحد أعضاء الكادر الإداري في مركز الدفاع المدني بمدينة "الضمير"، دون معرفة أسباب الاعتقال.
كانت قوات النظام سيطرت في شهر نيسان/ إبريل الماضي، على كامل مدن وبلدات منطقة "القلمون" الشرقي وهي: (الرحيبة، الضمير، جيرود، الناصرية)، بعد اتفاق جرى التوصل إليه برعاية "روسية" مع فصائل "المقاومة" العاملة فيها، وقضى حينها بتهجير المقاتلين وآلاف المدنيين الرافضين لبنود "المصالحة" مع النظام إلى الشمال السوري.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية