أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"أبي علي" يستفز إدارة تلفزيون النظام والكازينو على الهواء مباشرة صباحا

أبي علي - ارشيف

انتفضت إدارة تلفزيون النظام، المليء بالسقطات، لتثأر من خطأ ارتكبته مذيعة تدعى "ماسة آقبيق"، فوجهت لها إنذار خطيا علقته في لوحة الإعلانات في مبنى التلفزيون، متوعدة بإيقافها عن العمل في حال كررت مثل هذه الأخطاء.

وكانت المذيعة "آقبيق" ظهرت وهي تقدم برنامج مسابقات وتطرح فيها على الجمهور الملتف حولها سؤالا عن بيت شعر قرأته كالتالي: "هذا جناه أبي علي/ وما جنيت على أحد"، بحيث أصبح البيت على لسانها يخص "أبا علي" وليس كما أراد الشاعر أبو العلاء المعري في قوله "أبي عليّ"، أي هذا ما جناه والدي على نفسي.

ويبدو أن تحوير البيت ليتحول إلى "أبي علي"، قد أقض مضاجع ضابط وصف ضباط المخابرات، الذين يتكنى كثير منهم بلقب "أبو علي" و"أبو حيدر"، خصوصا أن "أبو علي" هنا بات بشهادة المذيعة "جانيا".. وإلا فلا معنى ولا تفسير منطقيا أبدا لتوجيه إنذار خطي للمذيعة، التي أخطأت بلا شك خطأ شنيعا ينم عن سطحية ثقافتها وسطحية من صدرها لتظهر على الشاشة، لكنه بكل الأحوال خطأ لا يقارن بالسقطات التي كان ومازال إعلام النظام يحفل بها، والتي كنا وما زلنا نسمعها منذ عقود على ألسنة مذيعيه ومراسليه، دون أن نسمع عن عقوبة واحدة فرضت بحقهم.

طبعا سطحية "آقبيق" لم تتوقف عند "أبي علي" وجنايته، إذا إنها أحبت أن تساعد الفتى الذي اختارته في الإجابة، فسؤالها حسب قولها "سؤال شوي صعب لشب صغير بعمرك"، فانبرت لإعطائه خيارات، وليتها ما انبرت!، فقد تلعثمت كطالب في الصف الثالث أو الرابع الابتدائي وهي تقرأ من الورقة بصعوبة، وتعدد الخيارات، وهنا أيضا تحول اسم الشاعر "أبو فراس الحمداني" إلى "أبو فارس الحمداني".

وقد يقول قائل إن خطأ المذيعة فعلا لايغتفر، فقد أثبتت جهلها وحطت من قيمة إعلام عرف رغم كل ما فيه من سلبيات بـ"اتزانه" الظاهري و"احترامه" للحديث بلغة عربية فصيحة لاتشوبها شائبة، ولكن هذه الصورة لاشك أنها مثالية أكثر منها واقعية، خصوصا عند فئة عريضة من الشعب السوري لم تشاهد تلفزيون النظام منذ سنوات، لقطيعتها مع كل ما يمت للطاغية المجرم بصلة.

ففيما كانت إدارة تلفزيون النظام تعاقب "آقبيق" على هفوتها، كانت الفضائية السورية تنقل للعالم حفلة كازينو كاملة وعلى الهواء مباشرة، وعند الساعة التاسعة صباحا، وليس في آخر الليل، كما جرت عادة بعض تلفزيونات المنطقة في نقل هذه الحفلات بعد منتصف الليل.

فقد استضاف برنامج "صباح الخير" يوم الخميس 20 أيلول الجاري مطرب البارات والكازينوهات والكراجات "بهاء اليوسف" ليقدم وصلات متتالية من الزعيق المترافق مع الهز وضربات الطبول التي تصم الآذان، مترافقا مع "حماس" قل نظيره للمذيعتين "جيدا خالدي" و"مروى عودة" اللتين وقفتا وبدأتا الرقص والتمايل، فيما أخذ الحال المصورين والمخرج وبدأوا بعرض لقطات لا يمكن تصور عرضها على شاشة تلفزيون رسمي إطلاقا، ومنها أخذ لقطات قريبة (كلوز شوت) لأجسام المذيعتين من الصرة وما دون، ما أثار حنق الكثيرين حتى ممن يتابعون تلفزيون النظام ويعتبرونه "مدرسة في الالتزام".

حتى المعجبون بـ"بهاء يوسف" لم يستطيعوا أن يداروا انزعاجهم من خطوة استضافته عند الصباح الباكر، بينما هو في الأساس "مطرب ليل"، ومن هنا بدا تقديم فضائية النظام له في الصباح كمن يقدم للناس فطورا مؤلفا من الكوارع والمقادم!

ولم تكن هذه السقطات على كثرتها هي كل ما ظهر خلال استضافة "يوسف" صاحب المواويل الطائفية، بل إن تلفزيون النظام وطاقم برنامج "صباح الخير" أكمل المهمة عندما عهد لـ"يوسف" بأن يتولى أمر المحادثة الهاتفية مع العميد خالد الخطيب رئيس فرع مرور دمشق، للاطمئنان منه عن حالة الطرق والسير في العاصمة، وهي فقرة ثابتة في البرنامج.

وهنا نعود لنتساءل أيهما أشد "جناية" في عرف النظام، خطأ يحول "أبي عليّ" إلى"أبو علي" أم ترك مطرب كازينوهات من الدرجة العاشرة يحاور عميدا يحمل على كتفيه نسرا وثلاث نجوم، وهل كان معدو برنامج "صباح الخير" ليجرؤوا على ترك مهمة الحوار لمطرب ملاهي لو كان هذا العميد من جماعة "أبو علي"!

إيثار عبد الحق-زمان الوصل
(295)    هل أعجبتك المقالة (223)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي