جدّد الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو غوتيريش"، ترحيبه بالاتفاق التركي الروسي حول إدلب، داعيا الأطراف المعنية إلى تنفيذ الاتفاق وحماية المدنيين.
وقال "غوتيريش"، في مؤتمر صحفي عقده أمس الخميس، بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، إنه سبق وناشد المجتمع الدولي لتجنب عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة إدلب.
وأضاف أنه يرحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، منذ 4 أيام، بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، بمنتجع "سوتشي" الروسي، لإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح في منطقة إدلب.
وأردف قائلًا: "إذا تم تنفيذ الاتفاق (سوتشي) بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى إنقاذ 3 ملايين مدني - بينهم مليون طفل - من كارثة".
وتابع: "أدعو جميع الأطراف إلى تنفيذ الاتفاقية بالتزام قوي بحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي".
كما دعا إلى "العمل بشكل عاجل لتحقيق مزيد من التقدم في عملية جنيف، ولا سيما دعم مبعوثي الخاص (ستيفان دي ميستورا) في إنشاء لجنة دستورية".
ويعد الاتفاق التركي الروسي ثمرة لجهود بذلتها أنقرة للحيلولة دون تنفيذ النظام السوري وداعميه هجومًا عسكريًا على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.
من جانبه أكد مجلس الأمن القومي التركي، أهمية الاتفاق المبرم مع روسيا، الذي نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام ومناطق المعارضة في إدلب شمال غربي سوريا.
جاء ذلك في بيان صادر عن المجلس عقب اجتماعه أمس برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان في المجتمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وذكر المجلس أن الاجتماع بحث التطورات الداخلية والخارجية التي تهم الأمن القومي للبلاد بكافة جوانبها، مبينا أن المجلس اطلع خلال الاجتماع على معلومات بشأن العمليات داخل وخارج البلاد ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد الوحدة الوطنية، وعلى رأسها "غولن"، و"بي كا كا/ب ي د-ي ب ك"، وتنظيم "الدولة".
وأعرب عن ترحيبه "بالنتائج الإيجابية لمبادرات تركيا الرامية إلى الحيلولة دون تفاقم المأساة الإنسانية المتواصلة منذ سنوات في سوريا، وتقليل الخسائر إلى الحد الأدنى، وتقديم إسهامات من أجل السلام".
وأضاف: "وفي هذا الإطار، تم التأكيد على أهمية الاتفاق المبرم مع روسيا حول إيقاف الهجمات ضد منطقة خفض التصعيد في إدلب".
وأشار إلى أن تركيا -التي أسست 12 نقطة مراقبة في منطقة خفض التصعيد بإدلب على ضوء مسار أستانة- راجعت التدابير التي تتخذها حيال مواصلة وجودها هناك بشكل آمن.
وأكد الحزم في زيادة ومواصلة الجهود لتطهير المناطق السورية الأخرى الممتدة على طول الحدود الجنوبية لتركيا من الإرهاب خلال أقرب وقت (على غرار منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون).
ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى تنفيذ مسؤولياته السياسية والإنسانية بسرعة وفعالية أكثر من أجل حل الأزمة السورية.
كما اعتبرت وزارة الخارجية الروسية، إن اتفاق سوتشي "سيحمي أرواح المدنيين" في إدلب.
وخلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقدته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس الخميس، في "سان بطرسبورغ"، بشأن التطورات الأخيرة، أعربت زاخاروفا عن توقع بلادها بأن ينتج عن الاتفاق "انسحاب المعارضة المسلحة والإرهابيين من إدلب"، وأن يكون له أيضا تأثير كبير ضد "المحرضين".
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية