مازالت قوات النظام وحكومته تعتبر قتلى مطار "الطبقة" العسكري على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" في عداد المفقودين، رغم العثور على عشرات الجثث في مقابر جماعية غرب الرقة.
ولا تخفي عائلات هؤلاء القتلى ومن بينها عائلة العريف المجند في الحرس الجمهوري "ع.غ" امتعاضها من اعتبار أولادها الذين قتلوا بالرقة قبل 5 سنوات مفقودين لا "شهداء"، الأمر الذي يحرمها من ميزات فئة "ذوي الشهداء".
وتقول عائلة العريف المنحدرة من قرية "حريصون" بطرطوس إن ابنها أرسل ضمن قوات المؤازرة بقيادة العقيد "يوسف عون" إلى مطار "الطبقة" قبل سقوطه بـ4 أيام، ولم يصلها عنه أي خبر منذ ذلك الحين ورغم ذلك فإنه ما زال يعتبر مفقودا.
ورفض ما يسمى "مكتب الشهداء" إعطاء شقيقة القتيل وثيقة تثبت مقتل أخيها بصفوف قوات النظام لترفقها مع الأوراق الاشتراك بمسابقة مديرية التربية، بهدف الحصول على عمل لتحمل مصروفات والدها المريض بالسكري وأمها التي تحتاج لتبديل مفصل وركي لتستطيع المشي.
إلى جانب خسارة هذه العائلة لابنها المجند لديها ولد آخر كان قد تطوع في قوات النظام بوقت سابق ويعيش مع عائلته بمنطقة خدمته خارج المحافظة، ورفض طلب قدمه للنقل إلى طرطوس 3 مرات.
ويميز النظام بين قتلى قوى الأمن الداخلي التابعين لوزارة الداخلية وبين قتلى وزارة الدفاع، والتي شرع بتوزيع قسائم الزيادة على رواتب المتقاعدين العسكريين و أسر قتلى الدفاع منذ بداية آب/أغسطس/2018، فيما لا يلتزم بأي شيء اتجاه ذوي المفقودين من قواته والميليشيات التابعة لها، باستثناء، دراسته لمشروع قرار لتخصيص مقاعد في الجامعات لجرحى الحرب يشمل أبناء المفقودين أسوة بذوي القتلى.
وسبق أن أوقفت حكومة النظام رواتب ميليشيات "الدفاع الوطني" لأشهر طويلة منذ نهاية العام الماضي، بما فيها تعويضات الجرحى، حتى قرر بشار الأسد صرف مبلغ وقدره 202 مليون رواتب لعائلات القتلى والجرحى من ميليشيات "المرتزقة" في أيار مايو الماضي، وكان عناصر هذه الميليشيات يعتمدون على السرقات و"التعفيش" والإتاوات والفديات من أهالي المخطوفين للحصول على المال.
وسبق لقوات النظام أن استلمت من "قسد" جثث 34 قتيلا من عناصر (اللواء ٩٣) عثر عليها في تموز/يوليو الماضي قرب مدينة "عين عيسى" بالرقة، حيث أعدمهم تنظيم "الدولة" أواخر 2014، كما انتشلت في الربيع الماضي قرابة 150 جثة لقتلاها من عدد من المقابر الجماعية بمحيط مطار "الطبقة" العسكري ونقلتها إلى مشفى حلب حيث تم تحديد هوياتهم.
وسجلت قوات النظام الآلاف من عناصرها كمفقودين بعد أن خسرتهم خلال 5 سنوات من المعارك في مطار "الطبقة" العسكري و(الفرقة 17) و(اللواء 93) بالرقة وتدمر وحقل الشاعر وجسر الشغور ومطار أبو الضهور وخان العسل والكندي ومطار منغ والشنفونية ومناطق أخرى بحلب وإدلب ودرعا وريف دمشق.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية