أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحسكة.. دبكة "حرب" على وقع القصف و"انتخابات الإدارة المحلية"

محافظ الحسكة

يردد أهالي الحسكة كلمة ذهبت مثلا شعبياً: "دبكة حرب ...هية هية" للتعبير عن الثبات على الخطأ والاعوجاج في صفوف الدبكة في الاحتفالات وتعدد حلقاتها ما يفشل الحفل بالمجمل ويقضي على متعته الحاضرين والمفترض أنهم قدموا لممارسة الفرح.

مضمون هذا القول "دبكة حرب" (نسبة لقبيلة)، ينطبق تماما على ما حصل يوم أمس في انتخابات "الإدارة المحلية" التي نظمها نظام بشار الأسد في المربعات الأمنية المحاصر في مدنيتي الحسكة والقامشلي، حيث تسيطر على معظم أحيائها ميليشيات يقودها حزب "الاتحاد الديمقراطي" المدعوم أمريكياُ.

لا يمكن استيعاب كيف سمح النظام لمسؤوليه بسوق الموظفين والطلاب للاحتفال بالساحات الرئيسية وعقد حلقات الدبكات على نغمات الأغاني، التي يمتدح فيها مطربون شعبيون بشار الأسد و"انتصاراته"، على بعد مئات الأمتار فقط من "مصرع" 14 عنصرا قتلوا قبل أيام على يد ميلشيا "آساييش" الكردية.

تساعد الاحتفالات التي تعقب كل قصف غربي أو إسرائيلي على مواقع عسكرية داخل سوريا على فهم أسلوب النظام وأتباعه في الرقص على الدماء الساخنة والتشويش على الوعي العام للشعب وتغييبه، عبر دفع القيادات البعثية المحلية في كل منطقة لأخذ دور الجماهير العريضة، رغم إدراكه أن غالبية الشعب السوري أمسى مشتتاً خارج البلاد أو نازحا داخلها.

وربما يكون السوريون، موالين ومعارضين، على موعد قريب جدا من حلقات دبكة إضافية على وقع الضربات التي طالبت مواقع لنظام الأسد في اللاذقية وحمص الليلة أيضا..!


وبالعودة إلى "انتخابات الإدارة المحلية"، تقول مصادر في دائرة النفوس المؤقتة بالحسكة والتي تقع على مقربة من ساحة الاحتفال بالانتخابات بجوار القصر العدلي تقول إن محافظ الحسكة "جايز الموسى" طلب من الدائرة قوائم بأسماء المواطنين بالمحافظة لتنفيذ عملية تزوير انتخابات "الإدارة المحلية"، التي جرت يوم أمس نظرا للإقبال الضعيف، وهنا يتجسد إصرار هذا النظام على عدم الإصلاح والتغيير، فهو رغم كل الدماء الغزيرة مازال يصر على اعوجاجه الذي ألفه.

لكن حركة المحافظ هذه فقدت أهميتها، والسبب أن إجمالي المتقدمين بطلبات الترشح لمجالس الإدارة المحلية كان 2515 مرشحا يتنافسون على 1745 مقعدا بالمحافظة والبلديات ومجالسهما ومع انسحاب جميع المرشحين فازت قوائم "الوحدة الوطنية" بالتزكية، دون أي دور لأصوات الناخبين أيضاً، باستثناء بلديتي المرشحين من قريتي "تل شعير" و"راية غربية" بريف القامشلي.

هذا النظام الذي يعتبر نموذجا لكل الأنظمة القمعية الدكتاتورية والتي هزمت في جميع معاركها وفي كل المجالات، وهي مازالت توجه الإعلام للاحتفاء بالقادة الأفذاذ أبطال الحروب وفرسان السلام، رغم أنها مجموعة أوهام لا أصل لها.


والحقيقة أن النظام سعى إلى احتواء الإدارة الذاتية الكردية عبر توسيع الإدارة المحلية من خلال محاولته إشراك الأكراد بانتخابات الإدارة المحلية يوم 16 أيلول سبتمبر الجاري، لكنه فشل وجاء الرد بملاحقة جميع المرشحين لها في مناطق سيطرة مسلحي "الاتحاد الديمقراطي"، فاقتصر وجود المراكز الانتخابية على مدينتي الحسكة والقامشلي بجميع مناطق "الجزيرة" بين الفرات ودجلة.

رغم ذلك كله، لم تغب كلمة "العرس الديمقراطي" عن وسائل إعلام النظام والمصرحين فيه حول الانتخابات المحلية بالحسكة، وقد يتعذر إقناع هؤلاء الناس المحتفلين بالساحات أن أصواتهم باتت بلا فائدة لأن الناجحين وصلوا إلى مناصبهم على كل الأحوال بالتزكية.

كما يتعذر عليهم أن يقنعوا أهالي عناصر الأمن العسكري القتلى بأهمية حلقات "الدبكة" بالقامشلي على الدماء الساخنة، مثلما أقنهم مسؤولو النظام خلال سنوات الحرب بأن تدمير المدن وتهجير سكانها "انتصار".

محمد الحسين - زمان الوصل
(143)    هل أعجبتك المقالة (132)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي