أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

احتكاك ... شوقي حافظ

لا يمكن القول ان المحيط الأطلسي أضيق من أن يتحمل مرورا آمنا لا تصادم أو احتكاك فيه بين غواصتين تحملان اسلحة دمار شامل جاهزة للانطلاق، كان يمكن أن يتطوّر الى كارثة نووية لا يعلم مداها الا الله، وهذا يدفعنا للبحث عن سبب هذا (الاحتكاك) كما أطلقت المصادر الرسمية على الحادث، ويعني في اللغة تلامسا بين شيئين ـ أو جسدين ـ لا يحدث اضراراً بالغة، بل قد يبعث بعض مشاعر المودّة والدفء إن تم بين شخصين، وأحيانا يحقق قدرا من الراحة عندما يتم بين حمارين مصابين بالتهابات جلدية فطريّة تسمى (حكّة) .. ولا نظن أن لندن وباريس ضربهما جرب تحاولان تبريد التهاباته باحتكاك يتم تحت سطح الماء!
ولا نيّة عندي للخوض فيما يسميه صديق شاعر مصري (مجاسدة) ويعني بها احتكاكا يتم بين جسدين بشريين، مثله كان شائعا في مقر رئيس دولة اسرائيل السابق موشيه كاتساف وأروقة الجناح الغربي في البيت الأبيض أيام بيل كلينتون، فليس معروفا أن هناك حبا متبادلا بين الانجليز والفرنسيين على مدى التاريخ وحتى منتصف القرن العشرين.. ولا يمكن نسيان الحيوية الدافقة للشعب الفرنسي التي تبدت في ثورة جياع باريس زمن ماري انطوانيت، التي قابلها الانجليز بنظرة باردة تعاملت مع الحدث باعتباره تمردا للرعاع واللصوص وحثالة البشر!
الأصوب أن نلتزم بالتفسير الرسمي الذي اعتبر الحادث مجرد خطأ بشري يجعلنا نطالب برقابة دولية صارمة على مختلف الاستخدامات النووية لدى جميع الدول وفي مقدمتها اسرائيل بما فيها الاستخدامات المدنية لهذه الطاقة، ونماذج الأخطاء البشرية في هذا المجال عديدة منها حادث مفاعل تشير نوبل الروسي ومحطة ثري ما يلز آيلاند الاميركية والتسرب النووي من مفاعل ديمونة الاسرائيلي و.. والمستضعفون في الأرض هم أول من يسدد الثمن الباهظ لهذه الاخطاء.. ان هذا (الاحتكاك) نذير ووعيد لمن يعرضون أمن وسلامة عالمنا لخطر حقيقي محدق، بينما اولوية اهتماماتهم تنصرف الى محاربة عدو هلامي يسمونه الارهاب، بما يؤكد انهم مثل حمير عمياء ضربها الجرب فتحاول الاستشفاء منه بملامسة واحتكاك يزيد حدّة الالتهاب ويوسّع قاعدة الجرب

(96)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي