أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فنان فلسطيني يقضي تحت التعذيب في معتقلات النظام

أبو الرز

قضى الفنان الفلسطيني "محمد ديب أبو الرز" في سجون النظام بعد أكثر من أربع سنوات على اعتقاله دون تهمة محددة، وفق ناشطين.

وبتاريخ 13-9-2018 وردت للشبكة السورية لحقوق الإنسان معلومات تؤكد استشهاده تحت التعذيب، وكان أبو الرز عضو فرقة "بيسان" للتراث الفلسطيني من الوجوه الفنية في الثورة الفلسطينية وصوتاً مميزاً في العديد من الفرق الفنية.

الفنان، الذي اشتهر بأغنيته "لوّع الجمال قلبي"، شارك مع فرقة "الجذور" بالتسجيل لعشرات الأغاني بمناسبات انتفاضة الأقصى وبمجموعة أغاني في إحياء التراث والفلكلور الفلسطيني، كما سجّل مع الفنان والملحن "محمد هباش" العديد من الأغاني لعدة مسلسلات كـمسلسل "التغريبة الفلسطينية" وشارك بتسجيل أغاني لفرقة "أغاني العاشقين" الجديدة مع الفنان "حسين نازك" و"فرقة إنانا للمسرح الراقص".

وأشرف على تدريب "فرقة عائدون للدبكة الشعبية" في مركز يافا الثقافي، قبل أن يغيب في سراديب مخابرات النظام، وتلقى شقيقه الأصغر خبر استشهاده ومتعلقاته دون أن تسلّم جثته -كما يقول قريبه "محمد خير أبو الرز".

وذكر "محمد خير" لـ"زمان الوصل" أن الفنان الشهيد ولد عام 1967 في منطقة "الحجر الأسود" جنوب دمشق لعائلة فلسطينية مناضلة، مشيرا إلى أن صوته كان جميلاً منذ المرحلة الابتدائية، حيث بدأ بتجويد آيات من القرآن الكريم بصوت القارىء "عبد الباسط عبد الصمد" ومن ثم بدأ يردد أغاني لـ"عبد الحليم حافظ".

وأضاف محدثنا أن "أبو الرز" انتسب إلى منظمة الشبيبة الديمقراطية وأسس مع الملحن العراقي "سامي كمال " فرقة "بيسان" للأغنية الثورية والفلكلورية الفلسطينية في سوريا أواخر السبعينات، وبعد سفر "كمال" إلى أوروبا أصبح أبو الرز مديراً للفرقة، إضافة إلى كونه مغنياً ومؤديا أساسيا في لكورال.

وتابع قريب الشهيد أنه درس في الاتحاد السوفياتي لسنة، لكنه لم يلبث أن عاد إلى سوريا لأنه لم يحصل على منحة موسيقية فدرس في كلية علم الاجتماع بجامعة دمشق. 

بقي أبو الرز في "منظمة الشبيبة الديمقراطية" وفرقتها حتى بداية التسعينات حتى انشقاق الجبهة الديموقراطية وتشكيل الاتحاد الديمقراطي "فدا" الذي بقي فيه إلى حين استشهاده.

وروى المصدر أن الفنان الشهيد الذي ينحدر من مخيم "خان الشيح" للاجئين عاش في منطقة "الحجر الأسود" قبل سنوات الحرب، ورغم ظروفه الصعبة رفض إغراءات مادية قُدمت له من الجبهة الديموقراطية التي يتزعمها "نايف حواتمة" للعمل معهم، واضطر نظراً لضيق حاله إلى العمل كبائع دخان على البسطة في "الحجر الأسود" بداية الثورة، وحوصر مع من حوصر من أهالي الحي قبل أن يتمكن من الخروج بواسطة الهلال الأحمر مع اثنين من إخوته.

وتابع محدثنا أن الفنان "أبو الرز" كان متوجهاً إلى منزل شقيقته في منطقة "الزاهرة" وعند حاجز "البطيخة" في مدخل "اليرموك"، تم اعتقاله بتهمة التعامل مع جماعات مسلحة ومعادية للنظام.

وبناء على تقارير من عملائه في "الحجر الأسود" و"اليرموك" دون ورود أي معلومات عن مكان أو ظروف الاعتقال.

وأكد محدثنا أن "أبو الرز" لم يشارك بأي عمل مسلح في الثورة، وكان مسالماً ومحبوباً من قبل الجميع حتى ممن يوالون النظام. 

وبدوره أشار فريق الرصد والتوثيق في مجموعة "العمل من أجل فلسطينيي سوريا" إلى أنه تمكن من توثيق اعتقال 1690 لاجئاً فلسطينياً بينهم 106 معتقلات، قضى 556 منهم على الأقل تحت التعذيب في سجون ومعتقلات النظام السوري، وبيّن المصدر أن العدد الحقيقي لضحايا التعذيب من اللاجئين الفلسطينيين السوريين قد يكون أكبر من الرقم الذي تم توثيقه بسبب تكتم النظام السوري على مصير المعتقلين الفلسطينيين لديه، بالإضافة إلى خوف العديد من ذويي اللاجئين الفلسطينيين من الإعلان عن قضاء أبنائهم تحت التعذيب، وذلك خشية أن يتعرضوا للمضايقات والاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(146)    هل أعجبتك المقالة (167)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي