شاهد.. النظام يعمم أسلوبا جديدا في الرد على "إسرائيل"

لقطة من الفيديو

يبدو أن النظام لم يعد يحتفظ بـ"حق الرد في الزمان والمكان المناسبين" تجاه الهجمات والغارات الإسرائيلية على مواقعه، بل دخل إلى مرحلة جديدة عنوانها "الرد على العدوان" بالسهر والوجود ضمن معرض دمشق، دون أن ينسى النظام تلقين جمهوره بأن "الخد تعود على اللطم".
ففور وقوع القصف الإسرائيلي على مطار دمشق، وخلافا لأي منطق يحكم العمل الإعلامي في متابعة الحدث والوصول إلى مكانه، سارعت كاميرات النظام لرصد آثار"العدوان الإسرائيلي"، ولكن في ميدان معرض دمشق.

وكلف إعلام النظام نفسه عناء الانتقال ببثه إلى ساحة من ساحات المعرض لينقل من هناك آراء "مواطنين" في الضربة، حيث طمأن "المواطن" الذي تحدث أولا إلى أن الغارات "أمر طبيعي، تعودنا، ونحن فدا الرئيس والوطن والمواطن"، ويبدو أن عنصر المخابرات لم يستطع الاختباء طويلا فظهر هنا في كلمة "المواطن" وفي انسحابه سريعا من أمام الكاميرا بعد قال الكلمات المطلوبة منه.

ثم سلطت الكاميرا على "مواطن" آخر، أصر على أن "الي بيشوف المعرض بقول إنو سوريا بخير"، وانسحب كسابقه سريعا من المشهد، لتخاطب المراسلة زميلتها في الاستوديو، قبل أن يقاطعها "مواطن" ثالث مذكرا إياها بوجود "مواطن" يجب أن يدلي برأيه!.

وهنا يحضر "المواطن" حاملا طفلا صغير، لزوم الديكور المخابراتي المعهود، ليقول: "تعودنا على هالشي، وما في شي بالشام"، وليخبر المراسلة، أن مضادات الجيش تصدت للغارات، وهنا بلغ المشهد قمة سورياليته وبلغ الانفصام بين الصوت والصورة أوجه، حين دارت الكاميرا لالتقاط صور بعض المتجولين في المعرض، بينما كانت المراسلة تقول للمذيعة في الاستوديو: "رانيا متل ما عم تشوفي تم التصدي للصواريخ المعادية".
وبعد ذلك عادت المراسلة لأخذ رأي "مواطن" آخر (نفس عنصر المخابرات ذي اللحية الحمراء الذي قاطعها وطلب منها اللقاء مع زميله "المواطن" الذي يحمل الطفل)، وهنا انبرى هذا المواطن ليقول: "المعرض ولا أروع من هيك ونحن هلأ إجينا، ولح نضل جكارة بالعدوان الإسرائيلي، ولح نضل نتوافد لآخر لحظة.. للصبح قاعدين جكر بالعدوان الإسرائيلي".

وبعدها حاول "المواطن" ذو اللحية الحمراء أن يهتف مع "مواطنين" آخرين لبشار، قبل أن تشكرهم المراسلة على حماسهم الذي شوش عليها، وهنا استدارت الكاميرا إلى "مواطن" من حفاظ الخطب الحزبية، فقال: "نحن لح ننتصر على العدوان الإسرائيلي والدليل على ذلك أنو الشعب السوري متواجد في ساحة المعرض ومانو خايف من أي شي".

وخلال "تقريرها" المصور، أصرت المراسلة وبحماس منقطع النظير على أن توثق الكاميرا مشهدا "كتير حلو" يجب أن يشاهده الجميع، معقبة: "هذا مشهد عظيم لشعب عظيم ولجيش عظيم"، فيما كانت الكاميرا تلتقط مشهدا لشخصين أحدهما يحمل الشبابة (المزمار) ويرقص والثاني آلة عود.

وحتى لايساء فهمها، شرحت المراسلة قصدها: "الموسيقا تعلو على صوت أي عدوان، وفرح السوريين يعلو على أي صوت معاد لسوريا"، ثم خاطبت المراسلة زميلتها في الاستوديو لتصور لها المشهد المترافق مع العدوان: "يعني حفلة حفلة، السوريين يقيمون الاحتفالات، يظنون أنهم يضربون سوريا بصواريخ معادية، ولكن الرد هو هذا المشهد عبر معرض دمشق الدولي، هذا هو رد السوريين، نحن نرد لهم بالإرادة، بالفرح، بالسلام، وبالقوة ايضا، هي قوتنا نحن السوريين".

وتثير هذه التغطية لآثار "العدوان الإسرائيلي" وطبيعة "الرد عليه" أكثر من سؤال، لاسيما عند مقارنتها بأي "تغطية" لما يخص "العصابات المسلحة"، ففي التغطية الأولى لايتدوال "الجميع" سوى مفردات الفرح والسلام ولاتظهر سوى وجوه "مستبشرة" وأناس يرقصون ويعزفون الموسيقا، بينما في التغطيات التي تخص "العصابات المسلحة" لا نسمع من إعلام النظام ومن يستضيفهم من "مواطنين" سوى دعوات الإبادة والإفناء، وتهديدات الاستئصال والقتال حتى القضاء على آخر "إرهابي"!

زمان الوصل
(95)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي