أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بينما النار تلتهم دمشق.. النظام يروج مقطعا عن "تواضع" حافظ الصغير

لقطة من الفيديو

بينما كانت النار تأكل حي الميدان الدمشقي، كان النظام وموالوه مشغولين بترويج مقطع "عفوي" يظهر مدى "بساطة" و"تواضع" الخليفة المنتظر لوالده، في عيونهم، ونعني به حافظ بشار الأسد.

أما قصة المقطع، فهي أن حافظ الصغير، كان موجودا في إحدى دوائر النفوس وسط دمشق، لاستخراج "قيد سجل مدني" من أجل إرفاقه مع أوراق التسجيل بالجامعة، دون أن يعلم أحد ما هو الفرع الذي سيسجل فيه شخص من مستواه، حصل على مراتب متأخرة للغاية في أولمبيادين عالميين متتالين، ومخصصين للرياضيات.

واللافت أن المقطع بث مرفقا مع عبارات تقول إن "أحد المراجعين" هو من صور "الطالب حافظ بشار الأسد"، وكأن "أحد المراجعين" يجرؤ على الاقتراب منه، هذا فضلا عن تصويره خلسة بالجوال!

وعلى أي حال، كان المشهد راقيا جدا، فلا زحمة للمراجعين، ولا مزاحمة لهم على الدور، ولا صياح للموظفين، ولا تذمر من أحد، ودائرة النفوس شبه خالية، رغم أنها تقع في وسط دمشق (منطقة الجسر الأبيض)، وكأن الأرض انشقت وابتلعت الكثيرين، أو كأن حافظ الصغير هو الطالب الوحيد في دمشق، الذي يحتاج في مثل هذا الوقت لإخراج قيد حتى يسجل في الجامعة، أما الآخرون فإنه لا يلزمهم أو إنهم استخرجوه من زمن بعيد، أو سيستخرجونه لاحقا بعد انتهاء تصوير المشهد ومغادرة الممثل والمخرج.

أما الجمهور، ونعني به جمهور الموالين الباصمين بالعشرة على "عفوية" المقطع، فحدث ولا حرج، فقد صدقوا من قبل كثير من المقاطع والصور، ومن آخرها لقطات تظهر زوجة زعيمهم وهي تتداوى من السرطان في مشفى عسكري، يموت جريح جيشهم فيه من الإهمال وقلة التجهيزات وتواضع الإمكانات، فيما لم يصدق هذا الجمهور ولو مقطعا واحدا لمظاهرة أو قصف بالدبابات أو البراميل، وبقي كل ذلك في أذهانهم مجرد مجسمات أو مسرحيات.

زمان الوصل
(91)    هل أعجبتك المقالة (86)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي