من جديد، وقع إعلام النظام في سقطة من سقطاته الكثيرة، حينما ادعى موقع موال أن الخارجية القطرية "كشفت عن لقاء سوري قطري جرى اليوم الثلاثاء 11 أيلول في العاصمة القطرية الدوحة".
واختار الموقع لخبره عنوانا مثيرا، يؤكد للقراء أن اللقاء هذا يحصل لـ"أول مرة"، وحتى تكتمل السقطة فقد استعان الموقع بصفحة الخارجية القطرية الرسمية، ونقل نص ما ورد عنها هذا اللقاء، والذي جاء فيه "اجتمع سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، اليوم، مع سعادة السيد نزار الحراكي سفير الجمهورية السورية لدى الدولة".
ومضى الموقع في روايته التي عدت الأمر اختراقا في العلاقات، دون أن يكلف نفسه عناء الانتباه إلى أن السفير "الحراكي" هو الشخصية التي تمثل سوريا في سفارتها "الحرة" لدى الدوحة، العاصمة الوحيدة من بين عواصم العالم التي سلمت السفارة السورية للمعارضة (الائتلاف الوطني) وسمحت برفع علم الثورة فوقها، بوصف "الائتلاف" الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري.

وغاص الموقع الموالي عميقا في بحر التضليل والغفلة (أو الاستغفال)، حين أضاف للخبر فقرة تقول: "يأتي الكشف عن هذه اللقاء لأول مرة منذ بدء الأزمة السورية، حيث تدعم قطر الجماعات المسلحة في سوريا ، ومن أبرزها حركة أحرار الشام الإرهابية والتي حلت نفسها مؤخرا واندمجت مع عدة فصائل تحت مسمى جديد".
وتعد قطر السباقة بين دول في العالم إلى إعلان موقفها الصريح من النظام وجرائمه، والمبادرة لقطع العلاقات نهائيا معه، ومد مختلف جسور التعاون مع المعارضة السورية، ومع ذلك فإن خيال إعلام النظام لم يتوقف يوما عن اختراع أو تحريف أخبار تخص هذه الدولة، رجاء أن تتحقق أضغاث أحلامه في "تكويع" الدوحة، وهو المصطلح الذي يفضل الموالون استخدامه للتعبير عن استئناف الدول علاقتها مع بشار ونظامه، وقبولها بجرائمه بل والاعتذار عن خطأها في مقاطعته وقطع العلاقات معه!
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية