تجنبا لغضب الأسد وبوتين.. "آخر الرجال في حلب" ممنوع بالجزائر

رفضت وزارة الثقافة الجزائرية عرض فيلم "آخر الرجال في حلب" للمخرج السوري "فراس فياض" خلال أسبوع "آفاق" السينما الذي ينظمه "الديوان الوطني للثقافة والإعلام" بدءا من أمس الأول 10/9/2018.

وتدخل وزير الثقافة الجزائري "عز الدين ميهوبي" لمنع الفيلم بذريعة تجنيب البلاد أزمة ديبلوماسية مع كل من سوريا وروسيا، لأن الفيلم -حسب قرار المنع- يتهم جيش النظام والجيش الروسي صراحة بارتكاب مجازر قبل سيطرة النظام على مدينة حلب.

وأعرب مخرج الفيلم "فراس فياض" عن أسفه وخيبة أمله نتيجة هذا القرار غير المنصف، وقال في منشور على صفحته الشخصية في "فيسبوك" "آخر الرجال في حلب فيلم من قلبنا، عن العائلة، الأبوة والتضحية لأجل الأبوة الصداقة والاخوة، عن بشاعة الحرب، عن قوة الإنسان لمقاومة الحرب".

وأضاف المخرج الشاب أن الفيلم "يعبر عن الحفر بأصابع اليد عن الأمل تحت ركام الإنسانية، عن وقاحة الجريمة والصمت عنها"، مضيفاً أن الفيلم "لا ينتمي إلى فكرة المع أو الضد أو البين بين إنه عن الإنسان أولاً وأخيراً ودائماً".

وتمنى "فياض" من جمهور الجزائر وباقي الدول العربية مشاهدة الفيلم والنظر قريباً في عيني شخصياته الرئيسية التي رأت أبشع صور الحرب".

ويروي الفيلم الذي تم إنتاجه بالتعاون ما بين شركة "هي لارم فيلم" للمخرج الدنماركي "ستين يوهانسن" و"مركز حلب الإعلامي" قصة ثلاثة من متطوعي الدفاع المدني السوري أصحاب "الخوذ البيضاء" في حلب الذين أصبحوا أبطالاً رغماً عنهم في النزاع المدمّر الذي تعيشه بلادهم منذ أكثر من 7 سنوات، ويضع الفيلم المشاهد في أجواء حياتهم وتفاصيلها وكأنه معهم على مدى سنتين من الحياة داخل المدينة المحاصرة.

وينظم الديوان الوطني للثقافة والإعلام في الجزائر بالتعاون مع جمعية "كونيفر" أسبوعاً سينمائياً يشارك فيه 10 أفلام روائية ووثائقية مدعومة من الصندوق العربي للفنون والثقافة (آفاق) في قاعة الأطلس بالعاصمة الجزائرية من بينها فيلم "آخر الرجال في حلب" الذي منع في الساعات الأخيرة من موعد العرض لأسباب سياسية.

وكان الفيلم الممنوع من العرض قد حصد منذ أشهر الجائزة الكبرى في فئة الأفلام الوثائقية بمهرجان "ساندانس" أكبر مهرجانات السينما المستقلة في الولايات المتحدة، .وجائزة "السلام" في "ميونيخ"، ورُشح لـ"الأوسكار" وجوائز "إيمي".