أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الوضع الأمني في "عفرين" ينعكس على قرار المهجّرين بإرسال أطفالهم إلى المدارس

أحد مدارس بلدة "راجو" قرب "عفرين" - زمان الوصل

تحرص غالبية العائلات المهجّرة قسراً من ريف "دمشق" إلى منطقة "عفرين" شمال سوريا، على إرسال أطفالها إلى المدارس في العام الدراسي الحالي الذي انطلق قبل أيام في المنطقة، وذلك على أمل أن يتمكنوا من اللحاق بركب أبناء جيلهم وتعويض ما فاتهم، بعد سنوات الحصار والقصف المرعبة التي تعرضوا لها في وقتٍ سابق.

*مخاوف المهجّرين
في هذا الشأن قال "حازم أبو زيد" أحد أبناء منطقة "الغوطة" الشرقية، ويُقيم حالياً في "عفرين"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن أبرز مخاوف المهجّرين من مناطق (الغوطة الشرقية، القلمون، جنوب دمشق) تتمثل في استمرار أعمال التفجيرات الانتقامية التي تقوم بها الجماعات الكردية الانفصالية ضد المهجّرين الذين أجبروا على الاستقرار في "عفرين" وضواحيها.

وأضاف "لا تميز هذه التفجيرات بين عسكري ومدني، إذ باتت مشهداً شبه اعتيادي ولا سيما في "عفرين" المدينة، الأمر الذي يُشكل خطراً على حياة الأطفال، وينعكس سلباً على قرار معظم العائلات ويجعلها تتردد في إرسال أبنائها مجدداً إلى المدارس".

واعتبر "أبو زيد" وهو أبٌ لطفلين، أنه يتوجب على الأجهزة الأمنية وفصائل "المقاومة" العاملة في المنطقة، وضع حد لهذه التفجيرات لأن استمرارها سيلحق أضراراً نفسية بالغة على الأطفال الذين سبق لهم وأن تعرضوا إلى ضغوط نفسية مماثلة، بسبب أجواء الرعب الناجمة عن عمليات القصف بالطيران الحربي والمدفعي التي مارستها قوات النظام على أماكن إقامتهم التي أجُبروا في النهاية على النزوح منها".

*ضعف التمويل
بدوره قال "محمد جمعة" مدير مكتب الرقابة والمتابعة في هيئة مهجري منطقة "القلمون" في تصريحٍ خاص لـ"زمان الوصل"، إن أبرز المصاعب التي تواجه العملية التعليمية بالنسبة للطلاب المهجّرين في "عفرين" وقراها، تتلخص في قلة الدعم وضعف البنى التحتية للمدارس، بالإضافة إلى صعوبة المواصلات وبعد مناطق التدريس عن المدرسين، ومسألة تأمين مكان لاستيعاب الطلاب ومدرسين لاستكمال المرحلة الثانوية.

وأضاف أن "البنى التحتية للمدارس في غالبيتها خارج الخدمة، وهي بحاجة ماسّة لصيانة مرافقها بسبب الأعمال الحربية التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية من جهة، واستمرار قيام المجموعات الكردية الانفصالية بزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة من جهة أخرى".

وأوضح أنه يسعى بالتعاون مع المكون الكردي المحلي لإعادة تفعيل المدارس المتضررة من عمليات القصف، كما أن هناك كوادر تعليمية من المهجّرين والأكراد على حدٍ سواء للقيام بمهمة التدريس، وهم من الأكفاء وذوو الخبرة، وقد طُلب منهم إبراز شهادات تعليمية وخبرات تُأهلهم لأداء هذه المهمة.

ووفقاً لما أشار إليه "جمعة" فإن الحكومة "التركية" أوفدت أشخاصاً للوقوف حول المصاعب التي تعترض العملية التعليمية في المنطقة، حيث "وُعدنا بترميم المدارس مع بداية شهر أيلول/ سبتمبر الجاري".

وأضاف "مدارس المنطقة تُصنف إلى فئتين الأولى: تابعة للحكومة المؤقتة، وقد باشروا بعمليات الترميم في مدن(إعزاز، الباب)، والثانية: تتبع لـ"غصن الزيتون" ومن المفترض أن تتم المباشرة بالعام الدراسي مع بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم.

ونوّه كذلك إلى أنه جرى التواصل مع عدّة جهات منها المجلس المحلي في كلٍ من مدينتي "عفرين" و"راجو"، وأبدى الجانبان استعدادهما للتعاون معنا، لكن يبدو أن ضعف التمويل ما زال يشكل عائقاً أمام جميع المجالس والمنظمات المحلية العاملة في الشمال السوري المحرر. حسب تعبيره.

يواجه الكثير من أبناء المهجّرين الذين يقطنون في "عفرين" وناحيتها، مخاطر الجهل وانتشار الأمية لعدم تمكن ذويهم حتى الآن من إرسالهم إلى المدارس لتلقي العلم، نتيجة الظروف المعيشية القاسية التي تمر بها العوائل المهجّرة، وكثرة التنقل وعدم الاستقرار في أماكن محددة، بالإضافة إلى الوضع الأمني المتقلب الذي يسود عموم المنطقة.

زمان الوصل
(139)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي