كنتَ تهرب من الظهور عاريا ؟ قال متلعثماً :نعم
ولم تكن لديك الجرأة في الظهور علانيةً؟ أومأ ...نعم
بدأت أتسلل إلى الجمل البيضاء بين الزوايا الرمادية المتبعثرة
في المكان أحاول الإمتداد لبضع ثوان من زمن ليس له زمناً
جاهداً أقنع النسمة ألا تستخدم العنف و أساعد في ذالك حروفاً
رسمتها أيام العمر على جبهته ,تخفي قسوةً ,هي أشد من التنكر
لجمال القسوة أحياناً .
كنتَ تُغرم في الليل وتهوى ألا يكون قمرياً ؟ قال : هذا صحيح
ولم يكن لحروفك مصابيح بين الهمزة والنون تضيء الظلمة فيها؟
مستغرباً أشار بيديه في دلالة على قولٍ :لا أدري
تحولت نظراتي إلى عينيه ,هي الأخرى لم تكن عاريةً ,كان يلبسها بريقاً
يخال للناظر أنها جمعت كل أنهار الحزن في نصف قرن خبأ فيها
أجمل عشقٍ لحروف الهوى بين أزهار الرمان .
كنتَ تقرأ الحب على أنغام الطيور كذالك ؟ قال : أحياناً
وصوتك ..؟ أسمعني طرباً ودعني أغفو وأبكي وأهيم أنسى الخمر
وأصون عهداً ينساب في كأس السكر لا يترك لذة الأحرف
تهرب عاريةً .
دخلت مرحلة الصمت كمن يستسلم لموتٍ لا يعرف الموت أحاول
الدخول في عري أوهام النفس علني أمضي بين الأحرف العارية
بدون خجلٍ من الذات المتعطشة في لحظةٍ من العشق تتحد الينابيع
مع أجمل المحيطات .
تمتد يداي لتمسك مراّة الأحرف وبين الحقيقة والخيال ينكمش جليسي
ويرتعش من شدة العري في ليلٍ لا يعرف البدر ظلمته .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية