نسبت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) تصريحات إلى المسؤول الطبي في إدلب "منذر الخليل" تحدث فيها عن تزايد حالات الانتحار في المحافظة، بالتزامن مع تسارع الأنباء حول هجوم عسكري وشيك للنظام والاحتلال الروسي.
ووفقا لـ"الخليل" فإن التهديد بشن هجوم من شأنه التأثير على صحة السكان العقلية، وهذا ما تجلى في ارتفاع معدل الانتحار، من "صفر" في الماضي إلى 9 حالات في الشهر حاليا.
وأفاد أن هذا عدد حالات الانتحار ارتفع "بشكل كبير خلال الأشهر الستة الماضية" مع ازدياد المخاوف من وقوع هجوم عسكري، موضحا أن معظم الحالات هي لنساء وفتيات تتراوح أعمارهن بين 16 و20 عاما.
وقالت "فرانس برس" إن "الخليل" أدلى بهذا الكلام خلال مقابلة أجرتها معه في العاصمة السويسرية "جنيف"، حيث حذر "من أن نكون على وشك أن نشهد الأزمة الأكثر كارثية في حربنا".
"الخليل" الذي يعمل جراح عظمية ويترأس مديرية الصحة في محافظة إدلب، قال إنه سافر إلى جنيف في مسعى لإقناع الدبلوماسيين والمسؤولين الأمميين ببذل مزيد من الجهود لمنع وقوع "كارثة"، موضحا أنه سيعود إلى سوريا نهاية الأسبوع.
وأضاف: "هناك مخاوف كبيرة من تقدم النظام حيث لم يعد هناك غير إدلب لا يوجد مكان آخر يمكن الذهاب إليه"، مشيرا إلى تزايد هجمات النظام والروس على المستشفيات في إدلب، حيث وقع هجومان من هذا النوع خلال الأسبوع الفائت، ما ينذر باستعداد النظام لشن هجوم شامل.
ورأى "الخليل" أن الروس والنظام "عندما يقررون السيطرة على منطقة، أول ما يقومون به هو ضرب المستشفيات. أخشى من أن ذلك قد بدأ بالفعل"، مبديا توجسه من إمكانية استخدام السلاح الكيماوي في الهجوم على إدلب.
وواصل: "ما نخشاه حقا هو أن يتم شن اعتداءات على مواقع مهمة ومكتظة على غرار سوق أو مدرسة أو مستشفى، عندما تتعرض أهداف كهذه إلى هجوم تكون حصيلة الضحايا أعلى بكثير".
وأكد مدير صحة إدلب أن خوفه الأساسي هو من نزوح جماعي واسع نحو تركيا، حيث قد يجد الناس أنفسهم عالقين بين قوات النظام وحدود مغلقة، معقبا: "أخشى من أن يموت الناس وهم يحاولون عبور الحدود".
ولفت "الخليل" إلى التدهور الذي يشهده النظام الصحي في إدلب، حيث يعمل من تبقى من الأطباء في مستشفيات تضررت بفعل الحرب وسط تناقص الموارد اللازمة لإجراء العمليات الجراحية، بينما يضطر المرضى في كثير من الأحيان إلى تناول أدوية انتهت مدة صلاحيتها.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية