أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد سيطرة الأسد.. "الرحيبة" تئن تحت وطأة العطش

جراء انقطاعها عن الأحياء السكنية لمدّة تصل إلى 50 يوماً

يعاني أهالي مدينة "الرحيبة" في منطقة "القلمون" الشرقي بريف دمشق، أزمةً حادة في تأمين مياه الشرب، جراء انقطاعها عن الأحياء السكنية لمدّة تصل إلى 50 يوماً، وسط ما تشهده المنطقة من ارتفاعٍ كبير في درجات الحرارة واستمرار انقطاع الكهرباء عنها لساعات طويلة.

وسيطرت قوات الأسد على "الرحيبة" وبلدات القلمون الشرقي عقب اتفاق تهجير تم برعاية روسية أواخر نيسان أبريل الماضي.

*استياء شعبي
في هذا الشأن قال "أحمد موسى" وهو اسمٌ مستعار لأحد أبناء مدينة "الرحيبة" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن أكثر ما يثير قلق واستياء أبناء مدينته هو عدم اكتراث حكومة النظام حتى الآن بجميع المطالب والشكاوي الكثيرة التي قدّموها سابقاً للمسؤولين الحكوميين، من أجل تسهيل إجراءات حفر آبار جديدة من شأنها أن تضع حداً لمشكلة العطش التي يعاني منها أهالي المدينة منذ سنوات.

وأضاف: "أصبح نظام توزيع المياه ضمن البرنامج المعمول به بواسطة شبكة المياه الرئيسية، في الوقت الراهن كل 50 يوماً، وذلك بعد أن كان دور المياه في بداية فصل الصيف لهذا العام يأتينا كل 30 يوماً".

وأوضح أن الأهالي عاجزون عن تعبئة خزاناتهم بشكلٍ كامل، نتيجة لتقليص عدد ساعات المياه المخصصة للأحياء السكنية إلى (8 ساعات)، والانقطاعات المتواصلة في التيار الكهربائي، لذلك فإنهم باتوا أكثر حرصاً على ترشيد استخدام المياه في مختلف الواجبات والأعمال المنزلية اليومية.

أمام هذا الواقع المائي المتردي تجد غالبية الأسر في مدينة "الرحيبة" نفسها مجبرة على شراء مياه الصهاريج التي ارتفعت أسعارها بما لا يتناسب ودخل تلك الأسر، وحسب ما أشار إليه "موسى" فإن سعر صهريج مياه الشرب سعة 5 متر، يتراوح بين 3000 إلى 3500 ليرة سورية، وهذه الكمية بالكاد تكفي لتغطية استهلاك الأسرة من المياه لحوالي أسبوع فقط.

وقدّر "موسى" متوسط حاجة الأسرة من الماء بثلاث نقلات/ صهاريج من المياه شهرياً، يعادل ثمنها 10000 ليرة سورية، تقريباً، وهو ما يفوق قدرتهم الاقتصادية، خاصةً وأن الجزء الأكبر منهم عاطل عن العمل حالياً، بالإضافة إلى أن مصارف العائلة تكثر في مثل هذه الفترة من السنة، بسبب مواسم الأعياد والمونة والمدارس والتدفئة.

*آبار عشوائية
بدوره قال "أبو محمد"، مهندس مدني متقاعد، إن ما فاقم أزمة مياه الشرب في مدينة "الرحيبة" هو أعمال حفر آبار المياه العشوائية التي شكلت الخيار الوحيد للكثيرين من أهلها، ولا سيما بعد إهمال النظام وعدم تقديمه لتسهيلات أمنية ومادية لحفر آبار ارتوازية جديدة في المشروع الرئيسي الذي يمد أحياء المدينة بحاجتها من مياه الشرب.

وأضاف لـ "زمان الوصل" إن "تزايد عدد الآبار غير النظامية والتي جرى العمل على حفرها بشكلٍ أعمق خلال السنوات الخمس الماضية بقصد استجرار المياه الجوفية، ساهم مع مرور الوقت في انخفاض منسوب تلك المياه ضمن عموم أراضي المنطقة".

ووفقاً لما أشار إليه "أبو محمد" لا يقتصر استخدام المياه الجوفية في الأعمال والنشاطات المنزلية اليومية فحسب، وإنما تستخدم كذلك في سقاية بعض المحاصيل الصيفية وبعض الأشجار المثمرة في فصل الصيف.

*حملة إعلامية
وكان أبناء مدينة "الرحيبة" أطلقوا مؤخراً، حملة إعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحت عنوان "#عطشانين"، وتهدف هذه الحملة إلى المطالبة بتحسين خدمات المياه ولفت أنظار المسؤولين في حكومة النظام إلى ما تعانيه مدينتهم من نقص حاد في مياه الشرب.

وتأتي هذه الحملة بعد رفضٍ متكرر من قبل مسؤولي النظام في "وزارة الري" عن قبول إبرام عقود لحفر آبار جديدة في منطقة "شميس معضمية القلمون" المجاورة لمدينة "الرحيبة" من الجانب الغربي، بحجة أن الأسعار التي وضعها المتعهدون الذين تقدّموا لمناقصات الحفر مرتفعة.

ويطالب أهالي مدينة "الرحيبة" البالغ عددهم 50 ألف نسمة -أيضاً- باستكمال التجهيزات الفنية للمشفى الواقع فيها، عقب إهمال وتوقف دام لسنوات طويلة دون وجود أي مبررات عن أسباب التأخير، ومن شأن المشفى أن يُقدِّم العلاج لشريحة واسعة من أبناء منطقة "القلمون" وغيرها من مناطق ريف "دمشق"، فضلاً عن استيعابه لعددٍ كبير من الكوادر الطبية التي تعمل خارج المدينة.

زمان الوصل
(162)    هل أعجبتك المقالة (182)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي