في مبنى من طابقين على أطراف بلدة "ذيبان" شرق دير الزور أشبه ما يكون بالأبنية العسكرية، يحزم مئات النازحين أمتعتهم استعدادا لإخلاء الصفوف المدرسية، حيث قضوا أشهرا عقب فرارهم من منطقة "الشامية" التي سيطر عليها النظام ومن "هجين" وما حولها، حيث مازال يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية".
تقول السيدة "محبوبة حسين" (40 عاما) لـ"زمان الوصل" إنها تبحث حاليا عن منزل للإيجار في "ذيبان" أو قرى "الشحيل" و"الشعيطات" بعد أن أنذرتهم "قسد" بإخلاء المدرسة مع اقتراب افتتاح المدارس، لكنها لم تجد منزلا فارغا، هذا بغض النظر علن ارتفاع الأجرة الشهرية التي تتراوح بين 20 و30 ألف ليرة سورية.
"محبوبة"، النازحة عن قرية "البو حسن" شرق مدينة "هجين"، هي أم لسبعة أطفال فقدوا والدهم بقصف جوي قبل عامين، ثم أجبروا على ترك قريتهم بعد اشتداد المعارك بين "قسد" والتنظيم وانتقلوا إلى بلدة "ذيبان" لينتهي بهم المطاف بهذه المدرسة قرب المشفى التخصصي.
الأم وأطفالها، عائلة من مئات العائلات المهددة بالبقاء في العراء على أبواب فصل الشتاء لعدم توفر مراكز إيواء بديلة من قبل القوى المسيطرة هنا إلى جانب صعوبة تأمين منازل أو حتى خيام لأن معظم هؤلاء فقدوا المعيل نتيجة الحرب.
تجهل الأم الوجهة التي ستقصدها بعد ترك المدرسة مع أطفالها السبعة، لذا زارت المجلس المدني التابع لـ"مسد" وبلدياته بغية طلب المساعدة في تأمين مسكن دون جدوى، وذلك نظرا لاكتظاظ المنطقة بالنازحين.
ويمكن القول إن جميع سكان مدن وبلدات وقرى دير الزور أجبروا على النزوح عن منازلهم ولو مؤقتا خلال السنوات الماضية بسبب المعارك، بينما عاد إلى هذه المنطقة بعض القاطنين في مخيمات الحسكة الواقعة تحت سيطرة "الاتحاد الديمقراطي"، لعجزهم عن العودة إلى منازلهم سواء لسيطرة قوات النظام على يمين الفرات أو تحولها إلى مسرح للعمليات العسكرية على يساره.
وكانت ميليشيات "قسد" والمجالس التابعة لها أبلغت قبل أيام النازحين الذين يقيمون بمدارس بلدات ريف دير الزور بوجوب إخلائها قبل يوم الخميس القادم من أجل صيانتها تمهيدا لإعادة افتتاح المدارس خلال شهر أيلول سبتمبر الجاري.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية