أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حلاوة الدنيا.... شوقى حافظ

أحاول أن أدفن إكتئابي الشتوي الصباحي بالموسيقى..احرك مؤشر المذياع..ام كلثوم تقول: يا سلام ع الدنيا وحلاوتها في عين العشاق، الذين يحتفلون الآن بيومهم بورود حمراء في لون الدم..لماذا الاحمر لونا للحب والقتل معا؟ لا أعرف الإجابة يا أم كلثوم ، لكني اوقن ان حلاوة الدنيا راحت في زمن التواصل الرقمي وانكسار القلب والاحلام المجهضة..أدير المؤشر..نشرة اخبار تقول ان التهدئة مرتبطة بالافراج عن جلعاد شاليط..أتنهد..ياله من كائن محظوظ هذا الجلعاد الذي يدفع العالم بأسره لمحاولة فك قيوده..ماذا عن مليون ونصف المليون أسير في قطاع غزة؟ يتضاعف حجم توتري الداخلي ويدفع قولوني الى انتفاخ عصبي ينذر بنهار يفتقد أي حلاوة!.
اشعر ان حقلا من الغاز الطبيعي يملأ بطني لا يجد للخروج سبيلا..هل امتد الكبت واحتباس كلمة الحق في الحناجر الى البطون ايضا؟. أبتسم اذ اتذكر قصة لاميل زولا يتبارى فيها رجال قرية فرنسية لإطفاء اكبر عدد من الشموع الموقدة بمخلفاتهم الغازية التي يطلقونها بصوت مسموع، ونشرة الاخبار تعاود الحديث عن ضرورة الإفراج عن شاليط في تصريح منسوب للطويل الأهبل الذي ضربه سرطان البروستات من تحت وقضايا الفساد والتربح غير المشروع من فوق..لقد أسر الجلعاد عالمنا كله للإفراج عنه دون اهتمام بتحرير (11) ألف اسير فلسطيني في سجون الاحتلال..على المستويين العام والشخصي الكبت والقمع والأسر تهيمن على الموقف ومعه حقل الغاز الذي في بطني..فهل غادرت الحلاوة دنيانا يا أم كلثوم؟.
يتنامى شعوري بالغيظ والكبت والاحتباس واشعر انني على استعداد لتوقيع وثيقة للإفراج عن شاليط لو تخلصت بطني من مخزونها الغازي..تبدو الصفقة متكافئة وممهدة لطريق تتناثر فيه الورود الحمراء بدلا من انهار الدم..هل يستطيع ميتشل ان يتبنى تنفيذ هذه الصفقة؟ جاري صاحب المخبز البلدي له رأي مغاير أبداه مع هدية من أرغفة الخبز الساخن..أقسم بالطلاق ان الفلسطينيين يستحقون ما يحل بهم لو أفرجوا عن شاليط بدون الافراج عن الاسرى، ومازال الموقف متأزما..أدير مؤشر المذياع ليرسو على صوت مطرب عتيق يقول: يا حلاوة الدنيا ياحلاوة..يا حلاوة يا حلو لو لو!.

(121)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي