أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

زحمة فضائية ... شوقي حافظ

لا نستطيع القول ان حادث اصطدام قمر صناعي اميركي مع آخر روسي في الفضاء الخارجي مقدمة لمواجهة بين موسكو وواشنطن على الارض، لكن يمكننا القول باطمئنان ان المدارات الفضائية لهذا الكوكب المسكين اصبحت مزدحمة باقمار للتجسس والاتصالات والبحث العلمي والأغراض التجارية وربما لمآرب اخرى، بما يشير الى ضرورة تواجد شرطة مرور فضائية تنظم هذا التواجد الكثيف لأقمار الفضاء وتفك اختناقاته المرورية وتقلل فرص حدوث مناطحات بينها، سيما اذا حدث ذلك بين قمر اميركي ونظيره الايراني (أوميد) فقد يدفع ذلك بعض الحاخامات للربط بين ما يدور في حوزات قم ومظاهر التصحر الذي ضرب دماغ شاؤول موفاز، بعد اجتهاد فقهي لهم نشرته صحيفة يديعوت احرونوت، اكدوا فيه وجود علاقة تربط باراك اوباما واسامة بن لادن..وفقا لما ورد بسفر حزقيال!.
ولكن من يستطيع القيام بمهمة شرطي الفضاء؟ الولايات المتحدة لا يمكنها ذلك لانها غير قادرة على ان تصبح شرطي العالم كما يقول الرئيس الروسي الأسبق ميخائيل جورباتشوف..ايضا الامم المتحدة لا يمكنها اداء هذه المهمة ولا ترغبها، ربما لانه لا توجد اقمار دولية تستدعي قيام بان كي مون برحلات فضائية لتفقدها والاطمئنان على سلامتها من التصادم..او القصف، وبالقطع ستستخدم واشنطن الفيتو للاعتراض على ترشيح أي شرطي مرور فضائي ينتمي الى احدى دول محور الشر، كما ان العرب لا يمكنهم تولي هذه المسؤولية لانهم ـ كما يقول نزار قباني ـ غارقون في بحور الخبز والحشيش والقمر الرومانسي الجميل الذي يفضح العشاق ويجعلهم يتساءلون مع فيروز: يا قمر يا قمر ليش بتطلع يا قمر؟!.
وهذا النداء الفيروزي ليس كافيا لمنع حوادث اصطدام المركبات الفضائية في مدارات الارض، وعندما يستطيع العرب انتاج قمرهم الخاص بعقول وسواعد ابنائهم وامتلاك تقنية دفعه الى مساره في مدارات فضاء الارض المزدحمة، فانهم ـ وقتها ـ يصبحون مؤهلين لشغل مناصب في شرطة مرور الفضاء وهذا ما قد يحدث في المشمش كما يقول صلاح جاهين..لهذا يبدو ان حاخامات علاقة اوباما وبن لادن ـ وحدهم ـ هم من يستطيعون تقديم اجتهاد فقهي يشير الى ان اقمار (الأغيار) التي تسبب هذه الحوادث الفضائية مثل ثعابين سحرة فرعون التي التقفتها عصا موسى عليه السلام ، ولذلك قد يرشحون ثور إسرائيل الهائج أفيجيدور ليبرمان ليتناطح معها كلها وينظم حركة المرور الفضائي وفقا لمنظور توراتي!.

(102)    هل أعجبتك المقالة (108)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي