وثق تقرير حقوقي أسماء 836 معتقلا اعترف نظام الأسد بمقتلهم في معتقلاته وأقبية مخابراته، دون أن يذكر سبب الوفاة أو يسلم جثامينهم لذويهم، في أول اعتراف للنظام بوجود مختفين قسريا بعد 7 سنوات من إنكاره لوجودهم في معتقلاته.
وكان بين الحالات الموثقة في التقرير الذي اطلعت "زمان الوصل" عليه 9 أطفال وسيدة واحدة، بينما بلغ عدد من قضى إعداما منهم 37 معتقلا، في حين قضى البقية تعذيبا.
وعمد نظام الأسد إلى إرسال أسماء معتقلين قضوا تحت التعذيب في سجون ومعتقلات الأسد ضمن ما بات يعرف بـ"قوائم الموت"، إلى دوائر النفوس والسجل المدني في المدن والبلدات السورية.
وذكر التقرير الصادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن محافظة ريف دمشق تصدرت أعداد المعتقلين الذين اعترف الأسد بقتلهم في سجونه، فسجل فيها 193، تلتها حمص بـ146 معتقلا، ثم الحسكة 141، فحماة 117، و92 من دمشق، في حين وثق التقرير 78 معتقلا في درعا، و29 من إدلب، و23 في اللاذقية، و8 في حلب، و6 في دير الزور، و3 في السويداء.
وكشف التقرير أن معظم من أعلن النظام وفاتهم فيما عرف بـ"قوائم الموت"، كانوا قد اعتقلوا في عامي 2011 و2012، موضحا أنهم كانوا مختفين قسريا في سجن "صيدنايا"، والفرعين "215" و "227".
وأكد أن بين المفرج عن أسمائهم ممن قضى تحت التعذيب في القوائم التي تضمنت 836 أكثر من 22 ناشطا في المظاهرات السلمية، و10 طلاب جامعيين، ومهندسين إثنين، و3 رياضيين، و4 معلمين و3 رجال دين.
وخضع عشرات آلاف السوريين لعمليات اعتقالات منهجية لم تقتصر فقط على النشطاء والمنخرطين في الحراك الشعبي المناهض لنظام الأسد، بل طالت أعداداً هائلة لمجرد الشكِّ أو لمجرد القرابة.
وتُنكر مخابرات الأسد أنها من قامت بعملية الاعتقال، ويصعب على الأهالي معرفة مجرد مكان احتجاز أحبائهم، وبالتالي تتحول معظم حالات الاعتقال وبنسبة تفوق 85 % إلى حالات اختفاء قسري، وهذا التَّصرف هو أمر مقصود ومُخطط له بشكل مركزي من قبل النظام السوري، حسب التقرير.
ويقوم فريق مختص في "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" بتسجيل حالات الاعتقال وتحوِّلها إلى اختفاء قسري وحالات الإفراج منذ عام 2011 حتى الآن، وقد تجمَّعت لدى الشبكة قاعدة بيانات واسعة ذات مصداقية جيدة عن هذه الحالات.
وبحسب قاعدة البيانات التراكمية تلك فقد بلغت حصيلة المواطنين السوريين الذين لا يزالون محتجزين لدى النظام 127593 معتقلاً، من بينهم 81652 مواطناً تحوَّل إلى مختفٍ قسرياً منذ آذار مارس/2011 حتى آب أغسطس 2018.
ويتعرَّض المعتقلون والمختفون قسرياً إلى أساليب تعذيب غاية في الوحشية والسادية، حسب وصف التقرير.
وبلغت حصيلة الذين قتلوا بسبب التعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام 13608 منذ آذار مارس/ 2011 حتى آب أغسطس/2018 بحسب قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وأضاف التقرير "تعمَّد النِّظام السوري الإبقاء على مصير عشرات آلاف المعتقلين لديه مجهولاً بهدف إيقاع أكبر قدر ممكن من الألم والإذلال لعوائلهم بقصد تربيتهم وتأديبهم على خروج أبنائهم للمطالبة بتغيير حكم العائلة".
وأردف "مضى على اختفاء كثير منهم عدة سنوات، ويُظهر المخطط البياني التالي توزُّع حصيلة الـ 82 ألف مختفٍ قسرياً لدى النظام السوري بحسب السنوات الماضية منذ آذار/ 2011 ويُلاحظ من المخطط أنَّ عامي 2012 و2013 شهدا أكبر درجة من موجة الاعتقالات، وبالتالي موجة الإخفاء القسري بهدف كسر وتحطيم الحراك الجماهيري وإصابته في مقتل".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية