أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"سكون".. مسرحية تروي الحكاية السورية بلغة الصمت في هولندا

عُرضت في 25 أيار مايو الماضي بمدينة "روتردام"

"احبس أنفاسك، لا تُصدر صوتاً، وإلا كن مستعداً للعواقب، هل لديك الجرأة الكافية لكسر الصمت" بهذه الكلمات المؤثرة يقدم السوريان المقيمان في هولندا "علياء عدي" و"نزار عدنان" عرضهما المسرحي الصامت "سكون" الذي تخطى حواجز اللغة ليروي الحكاية السورية بطريقة رمزية ومبسطة في آن معاً لإيصالها إلى الجمهوري الهولندي.

تخرج "نزار عدنان" من كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة دمشق عشية قيام الثورة السورية، وعمل مدرساً للغة العربية، وكانت له محاولات في الكتابة الأدبية والمسرحية قبل أن يلجأ إلى هولندا كغيره من السوريين الهاربين من بطش النظام منذ سنتين ونصف.

وشارك بداية لجوئه -كما يروي لـ"زمان الوصل" بنشاطات لجنة دعم الثورة السورية في هولندا، والتي عملت على تبصير الهولنديين بما يحصل في سوريا ووجد -كما يقول- ضرورة إيصال الفكرة بطريقة فنية من خلال عروض مسرحية أو غيرها من الفنون، وفي غمرة سعيه هذا أنجز مع المخرجة "علياء عدي" مسرحية "سكون" التي شارك فيها 6 ممثلين هواة من جنسيات مختلفة.

ويشير عنوان المسرحية التي عُرضت في 25 أيار مايو الماضي بمدينة "روتردام" إلى حالة السكون أو الخوف ودلالته النفسية بالدرجة الأولى بحيث تصوّر تعايش الإنسان "المقموع" مع الخوف رغم الضرر الذي يسببه.

ولفت محدثنا إلى أنه أراد استخدام المسرح التعبيري والإيمائي الصامت لتجاوز عقبة اللغة باستثناء بعض الكلمات بلغات مختلفة للدلالة على الحياة قبل سيطرة القمع والخوف على السوريين.

وأشار إلى أن صانعي العمل استعاضوا عن اللغة بالإيماء وبعض الأصوات بطريقة خاصة، لافتاً إلى أن تمويل العمل المسرحي قُدّم من مؤسسة "أبونا" الهولندية التي تدعم المشاريع الثقافية. 

مخرجة العمل "علياء عدي" شاركت كممثلة في العديد من العروض المسرحيات قبل لجوئها إلى هولندا، وعندما التحقت بإحدى الجامعات الهولندية انضمت لفرقة "wilde" المسرحية، ومثلت في مسرحيتين وأخرجت أخرى قبل أن تتفرغ لمسرحيتها "سكون".

وحول اختيارها أن يكون العمل صامتاً وهل لهذا علاقة مباشرة باللغة، أوضحت أن "فكرة الصمت أتت من الكاتب لتنقل الشعور بالخوف، ولتعكس حالة المجتمع تحت نظام قامع".

ومن شأن ذلك -كما تقول- أن يساعد في نقل رسالة العمل بشكل واضح، وبإبداع جديد، ويكسر حاجز اللغة الذي غالباً ما يكون عائقاً بين اللاجئين والسكان.

ولفتت المخرجة الشابة إلى أن عدداً من الصعوبات تخللت مسرحية "سكون"، ومنها نقص بعض التقنيات اللازمة.

واستطاع فريق العمل التغلب عليها بمساعدة لجنة دعم الثورة في هولندا وعلى رأسها الكاتبة والفيلسوفة الهولندية المعروفة "ديسانا فان بربرودة"، وكذلك أعضاء فرقة "wilde" المسرحية.

وتابعت المخرجة الشابة أن مسرحية "سكون" ضمت عدداً من الفنانين الهواة ممن مثلوا في عروض سابقة لذلك -كما تقول- كان تجاوبهم رائعاً.

وأشارت محدثتنا إلى أنها عانت من بعض الصعوبات في إيصال المشاعر المطلوبة، كما في حالة أي ممثل يؤدي دوراً لم يعشه في حياته من قبل باعتبار أن الممثلين من غير السوريين، ولكنها مع الشرح والوقت استطاعت توظيف إمكانياتهم وطاقاتهم.

زمان الوصل
(189)    هل أعجبتك المقالة (198)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي