أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أبقار وأحذية ... شوقي حافظ

الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني تخلى طواعية عن ابقار أهديت اليه وكان يتباهى بقطيعها امام ضيوفه، باعتبار ان امتلاك الأبقار مظهر اوغندي تقليدي للوجاهة الاجتماعية والثروة، واعلنت الحكومة الاوغندية انها سوف تعرضها للبيع في مزاد علني باعتبارها املاكا حكومية، على ان تؤول حصيلة البيع للخزانة العامة، وتخلي الرؤساء عن الهدايا التي يحصلون عليها في فترة الرئاسة عرف معمول به في معظم دول العالم، لهذا كان جورج بوش الأب وجون ميجور من الحصافة بحيث قبلا هدايا عربية رمزية اثناء جلوسهما على الكرسي، وبعد ان غادراه قاما بجولة عربية يقال ـ والعهدة على الرواة ـ ان حصيلتها الاجمالية تقدر بالملايين حلالا زلالا بعيدا عن عيون الحسود ومراقبي الخزانة العامة!.
ولو فكر جورج ووكر بوش في بيع آخر هدية حصل عليها في المنطقة الخضراء ببغداد، فان حذاء منتظر الزيدي الذي استهدف دماغ الرئيس السابق يمكن ان تبلغ قيمته ارقاما فلكية تجعل بوش مليارديرا ما بين عشية وضحاها، وهكذا يكون الزيدي ـ من حيث لا يقصد ـ قد منح رب البيت الابيض السابق هدية غير مسبوقة في قيمتها تقدم لرئيس على امتداد التاريخ الانساني، بما يجنبه واسرته شر الفاقة والآثار الكارثية لانهيار الاقتصاد الاميركي التي حطت على رؤوس العالم كله بيديه الكريمتين..ودواعي الانصاف تستوجب ان يحصل منتظر على نصيب من هذه الثروة باعتباره صاحب الحذاء المعجزة!.
والتحفظ الوحيد الذي أبداه شيمون بيريس على الحذاء (الأكاديمي) الذي تلقاه في جامعة اوكسفورد لم يكن متعلقا بمعناه بل انصب ـ فقط ـ على جودته، ربما لظنه انه يستحق حذاء مصنوعا من جلد بقرة يهودية حمراء (مقدسة)..او على الاقل من ابقار مزرعة كراوفورد المملوكة للكاوبوي، وبحد ادنى واحد تم تفصيله من جلد ابقار يوري موسيفيني العزيزة الغالية، وما دون ذلك يعتبر من احذية (الأغيار) الذين خلقهم الله مجرد مطايا يركب ظهورها اليهود لتحقيق مآربهم، والاحتمال الارجح ان شيمون ـ لجملة هذه الاسباب ـ اعتبر ان ما حصل عليه في اوكسفورد مجرد حذاء ارهابي معاد للسامية!

جريدة الوطن العمانية

(100)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي