أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل انتهى دور محمود عباس؟! .... أ.د. محمد اسحق الريفي

توقع العدو الصهيوني أن تؤدي الحرب التي شنها على غزة إلى كسر شوكة حركة حماس، وتدهور شعبيتها، وإخضاع غزة لسيطرة محمود عباس. ولكن العدو خسر الحرب، وحدث ما كان يخشاه. فقدت انتصرت غزة، وتعاظمت شعبية حماس، وتدهورت شعبية عباس، فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، وسقط نهجه، وانتهى دوره.

فمن وجهة نظر الاحتلال الصهيوني، فقد عباس كل شيء، ولم يعد قادراً على لعب دور الشريك فيما يسمى عملية السلام، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال. وأصبح عباس عبئاً على فتح ومحور الاعتدال العربي والاحتلال ورعاته الأمريكيين والأوروبيين. فقد كشفت الحرب مواقف عباس المعادية للمقاومة، والمبررة لجرائم الاحتلال، والمجملة لصورته أمام الرأي العام العالمي. وانتهت عملية التضليل التي يقودها عباس وجماعته، والتي تهدف إلى خداع الفلسطينيين والعرب والمسلمين بأن هناك عملية سلام، وأن هذه العملية ستعيد الحقوق لشعبنا وستقيم له دولة!

وبات من المؤكد أن عملية فصل غزة عن الضفة لن تحقق الأمن للكيان الصهيوني، وأدرك قادة الاحتلال أن صراعهم مع حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى طويل ومرهق، وأن غزة باتت تمثل تهديداً استراتيجياً حقيقياً للمشروع الصهيوني وللمصالح الأمريكية والغربية في منطقتنا. كما يخشى قادة الاحتلال من نقل تجربة حماس في غزة إلى الضفة المحتلة، ولا سيما بعد تصاعد شعبية حماس وزيادة قوتها في الضفة، وبعد تفعيل العمق الاستراتيجي العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية. وعلاوة على ذلك، بات من المستحيل على عباس وجماعته أن يجد لنفسه فرصة لتحقيق حضوره في غزة عبر عملية الإعمار.

إذن انتهى دور محمود عباس كرئيس للشعب الفلسطيني، بغض النظر عن أهليته لذلك، ولم يعد قادراً على إنجاز أجندة حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية. وأصبح عباس طريداً في العالم العربي والإسلامي، مما يهدد الأنظمة الرسمية العربية الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية. فقد طالب العديد من النواب الإسلاميين في البرلمان الكويتي حكومتهم بعدم السماح لعباس بزيارة الكويت، وطالب نواب يمنيون حكومتهم بعدم استقبال عباس بسبب وقوفه ضد المقاومة خلال الحرب على غزة وبعد الحرب. ولو أتيحت الفرصة للعرب والمسلمين للتعبير عن مواقفهم تجاه عباس وجماعته، لتبين لنا أنه لم يعد مقبولاً!

فقد نظم اليوم الأتراك مظاهرات منددة بعباس أثناء زيارته لتركيا، وطالبوا بطرده بسبب مواقفه المعادية للشعب الفلسطيني. ومن الشتائم التي وجهها المتظاهرون الأتراك لعباس: أخرج من تركيا يا عباس الخائن، وأخرج خارج تركيا عباس، ونحن نسلِّم على حماس ولا نسلِّم على عباس. وتعرض عباس لشتائم مماثلة أثناء مظاهرات عارمة في السودان واليمن والأردن والعديد من الدول العربية ضد الحرب على غزة.
لذلك ليس مستبعداً أن يقوم الاحتلال بالتخلص من عباس بطريقة شيطانية، وذلك بتصفيته جسدياً وإلصاق التهمة بحركة حماس، ولا سيما في هذه الأجواء المشحونة بالتوتر الشديد، ولكن من المؤكد أن المأزق الصهيوني سيزداد عمقاً، ولن يكون التخلص من عباس حلاً. وفي هذا السياق، حذرت مصادر سياسية في باريس من وجود مخطط صهيوني لاغتيال عباس بهدف اتهام حركة حماس وإشعال حرب أهلية بين الفلسطينيين على خلفية الحرب على غزة من جهة، والصراع على أموال الإعادة من جهة أخرى.

سيخسر العدو الصهيوني هذه الجولة الجديدة من الصراع والعدوان، وسيفشل مرة أخرى في الزج بشعبنا إلى أتون حرب أهلية، فشعبنا لم تعد تنطلي عليه المؤامرات الصهيونية. وستأتي نتائج مخططات العدو مخيبة لآماله، وسيدرك بعد فوات الأوان سوء حساباته وإساءة تقديراته, وستحقق المقاومة انتصاراً جديداً.

8/2/2009

(101)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي