يجاهر بشار الأسد وحرمه بالفجور وانتهاك حرمة الشهداء والدم السوري، ولا يترك أبداً فرصة لتذكيرهم بجرائمه التي يتباهى بها على أنها "انتصارات" على "إرهابهم"، وهذه المرة يدنس مع مرتزقته أرض (جوبر) التي أذاقته مع ميليشياته معنى أن يكون الشعب على قلب واحد ضد طاغيته، وعلى ترابها تمرغت كرامة جيشه مع حلفائه الإيرانيين، وهنا كانت الأرض عصية إلى أن جاء الروس بكل أساطيلهم.
بالأمس نشر موقع ما يسمى رئاسة الجمهورية صوراً لبشار الأسد وزوجته في أنفاق جوبر التي جرى تحويلها إلى متحف عار نُحتت على جدرانه وجوه الطاغية الأكبر حافظ الأسد ومعارك الوهم التي خاضها المرتزقة.
ما يبعث على التقزز هو البيان المرفق مع الصور، حيث يتغنى النظام القاتل بثقافته الدنيئة على أنها ثقافة الحياة وهي التي لم تحمل لكل السوريين سوى الموت والتشرد: (الدمار والظلام والموت ثقافتهم التي حاربناها.. والبناء والنور والحياة والفن هي ثقافتنا).
أما عن المنحوتات فهي "للأبطال" الذين لم يدافعوا إلا عن القاتل وكرسه: "وكل منحوتة على هذه الجدران تذكرنا بأبطال الجيش العربي السوري الذين ضحوا واستبسلوا لنحرر هذا التراب المقدس المجبول بدماء شهدائنا وجرحانا".
أما لاستجلاب التعاطف والتباكي فتحت هذا النفق كان بناء لمدرسة قديمة وكأن النظام لم يدفن المهجرين والنازحين والطلاب تحت دمار المدارس والمنازل في كل أنحاء سورية: "الذي يتموضع مدخله تحت مدرسة دمرها المرتزقة.. وكان يعتبر عقدة تواصل بين أكثر من بلدة في الغوطة".
والسؤال أين صارت البلدات التي كانت تتجاور في الغوطة فأغلبها لم يعد قائماً بسبب جرافات الأسد وبراميله.
هولوكوست ألأسد تحول إلى معرض فني بكل وقاحة القاتل وأتباعه من الفنانين الذي لا يقلون إجراماً عن حملة السلاح من المجرمين، والذين يرسمون اليوم وينحتون لوحات وتماثيل عارهم لتكون شاهدة على بطشهم، هنا في عمق أرض جوبر تقيع جدارية الموت والعار.
ناصر علي -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية