أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

استمع وشاهد.. شهادة معتقل سابق حول فظاعات النظام واغتصابه للأطفال والنساء

المعتقل السابق "بشار وانلي"

روى المعتقل السابق "بشار وانلي" شهادات تقشعر لها الأبدان عن بعض ما يجري من فظاعات في معتقلات الأسد، لاينجو منها طفل ولا امرأة ولا رجل، وتجمع كل أساليب التعذيب والإذلال والوحشية وتفرغها في أشخاص لا حول لهم ولا قوة.

"وانلي" الذي روى شهادته في مقطع مصور، سبق أن قضى في سجون مخابرات النظام 4 سنوات تقريبا، تنقل فيها بين أكثر من فرع (مثل فرع الخطيب، الفرع 285 مخابرات عامة)، بعد أن قبض عليه حاجز للمخابرات في وسط دمشق أوائل شهر شباط 2013.

"وانلي" قال إنه كغيره شارك بالمظاهرات السلمية، قبل أن ينتقل إلى المجال الإغاثي وينخرط في توصيل الأدوية والأغذية للمناطق المحاصرة.
اعتقل "وانلي" في شارع العابد بدمشق، وسيق نحو فرع الأربعين الذي يديره حافظ مخلوف ابن خال بشار، وتعرض مباشرة منذ لحظة وصوله للتعذيب والشتائم، وصولا إلى وضعه في مواقف لا يمكن تحملها، ومن إحداها قيام أحد ضباط المخابرات بأخذ جواله والاتصال منه بزوجته (أي زوجة وانلي) وإسماعها كلاما فاحشا بحضور زوجها.

نقل "وانلي" لاحقا من فرع الخطيب إلى الفرع 285 التابع للمخابرات العامة، والواقع في منطقة كفرسوسة، وهو مقر من مقرات الجحيم، حيث عانى الشاب (36 عاما) من جرعات أكبر من التعذيب الجسدي والنفسي، وحصلت أمامه وقائع بالغة الوحشية.

ففي الفرع 285 تم زجه في إحدى الزنازين مع 50 محتجزا ضمن حيز بالكاد يتسع عادة لعشرين شخصا، كما ذاق ويلات حشره في المنفردة (تتسع لشخص أو شخصين) مع 5 أو 6 معتقلين، زيادة في التعذيب، وتمهيدا لتصفيتهم عبر جعل الأمراض تفتك بأجسادهم المنهكة من التجويع والتعذيب.

ولشدة العذاب وعجز أي شخص في الظروف الطبيعية عن تحمله، كان "وانلي" كغيره من المعتقلين يخترعون جليسا لهم في الزنزانة حتى لا يموتوا قهرا، هذا الجليس الوهمي الذي كانوا يخترعونه ويتخيلون وجوده كشخص حقيقي، كان "وانلي" وغيره يحدثونه ويطلبون منه أن يذهب إلى أهاليهم ليخبرهم عن أحوالهم.

وعندما خرج "وانلي" من الاعتقال، بقي معه هذا الجليس الوهمي قرابة شهرين، وكانت زوجته تلاحظ ذلك، وتعاني منه (يروي المعتقل هذا التفصيل بالذات بتأثر شديد يجعل الدموع تسيل على وجنتيه).

وأفاد "وانلي" أن مخابرات النظام فرزتهم عند نقلهم إلى الفرع 285 بطريقة لا يعرفها، حيث ميزوا كل حافلة بعصابة (قطع قماش) من لون مختلف، سوداء خضراء حمراء..

ويتذكر "وانلي" مواقف من التعذيب والإهانة يصعب على الإنسان تحمل سماعها، فما بالك برؤيتها أو التعرض لها، ومن بينها موقف لمعتقل يدعى "شادي" كان مصابا بالسكري وكان بحاجة ماسة لشرب الماء، المفقود غالبا، ولفي إحدى المرات طلب زملاؤه في الزانزنة من السجان أن يحضر له ماء لأنه متعب جدا، فأحضر السجان لهم زجاجة مليئة بسائل ما، وبعد أن شربها الشاب المريض، انبرى السجان بكل خسة ليخبرهم أن ملأ الزجاجة بالبول.

وخلال فترة اعتقاله، كان "وانلي" شاهدا على واقعة موت طفل من شدة ما تعرض له من اغتصاب على يد جلادي مخابرات الأسد، حتى كانت الدماء تسيل منه، وصار المعتقلون ينادون السجان ليرى حالته ويطلب الإسعاف له، لكنه قابلهم بمنتهى الإذلال والدناءة، وردّ عليهم: "طولو بالكم ممكن يطلع حامل".

أما "أبو علي" فقد كانت قصته بالغة المأساوية، فهذا الشاب المتحدر من "حرستا" والذي كان يوما ما قائدا لمجموعة من الجيش الحر، كان قوي البنية والإرادة إلى درجة أنه كان يرجع من جلسات التعذيب على غير عادة المعتقلين الآخرين متماسكا، وكان بقية المعتقلين يستمدون منه القوة.

وفي يوم من الأيام رجع "أبو علي" منكسرا يكاد يقضي من الغم والحزن، وعندما استفسر منه المعتقلون عن سبب انكساره بهذا الشكل، أخبرهم بما فعله جلادو المخابرات، حيث اغتصبوا زوجته أمامه.

ولم تكن عذابات "وانلي" وعذابات الآخرين لتنتهي، حتى قبل إخراجه من الفرع بيوم واحد، تعرض الشاب و5 من المعتقلين إلى جلسة تعذيب مميتة، أودت بحياة 4 معتقلين، وأدخلته ومعتقلا آخر في غيبوبة، كما سبب لها تشوها واضحا في رأسه بدت بعض معالمه في المقطع المصور.

وأكد "وانلي" أنه يعرف وجه واسم السجان الذي ضربه حتى كاد يودي بحياته، قائلا إنه لن ينسى وجه هذا السجان مطلقا مها طال الزمن.


زمان الوصل
(193)    هل أعجبتك المقالة (183)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي