التوتر بين تركيا و إسرائيل خرج على الملأ خلال منتدى دافوس الاقتصادي ، عندما انتقد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إسرائيل بسبب عدوانها على غزة .
مجلة نيوزويك الأمريكية أجرت مقابلة سريعة مع أردوغان ، هذا نصها الكامل:
• انتقدتم إسرائيل بشدة خلال هجومها العسكري على غزة ، البعض يقول إن السبب وراء ذلك هو عدم قيام رئيس الوزراء التركي إيهود أولمرت بإعلامكم بموعد العمليات العسكرية رغم أنه كان في زيارة لتركيا قبل بدء الحرب بقليل .. لماذا دفعتم العلاقات التركية الإسرائيلية إلى هذا المستوى؟
• إنها رؤية خاطئة.
• و ما هي الرؤية الصحيحة؟
• بناء على طلب من سوريا ، دخلنا مرحلة جديدة من المفاوضات بين إسرائيل و سوريا بشكل غير مباشر .. فقد كنا وسطاء لتلك المباحثات .. كان ذلك مثالاً على مدى أهمية السلام بالشرق الأوسط . و قد قمنا بذلك بين باكستان و إسرائيل ، ففي عهد الرئيس برويز مشرف قمنا بجمعهم في إستنبول بحضور وزيري خارجية البلدين .
• و ما الذي حدث؟
• استمرت اللقاءات على مدار يومين ، كان هذا قبل نحو العامين ، كما كنا جزءاً من محادثات سلام بين الفلسطينيين و الإسرائيليين .
• بين إسرائيل و فتح أم إسرائيل و حماس؟
• أنا أشير إلى السلطة الوطنية و إلى الرئيس محمود عباس ، ففي الثالث و العشرين من شهر كانون أول عام 2003 عقدنا اجتماعاً مع رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت في أنقرا .. في ذلك الوقت عقدنا 5 جولات .. في ذلك اليوم عقدنا الجلسة الخامسة من المباحثات غير الرسمية بين السوريين و الإسرائيليين.. في تلك الليلة كنت أتحدث مع الرئيس السوري بشار الأسد عبر الهاتف.. و كذلك الأمر بالنسبة لرئيس الحكومة الإسرائيلي ايهود أولمرت و وزير الخارجية السوري.
• هل كنت تحاول لنقل المفاوضات إلى مرحلة المفاوضات المباشرة بين سوريا و إسرائيل؟
• نعم.
• و هل وافق الرئيس بشار الأسد على ذلك؟
• منذ البداية اتخذ الرئيس الأسد موقفاً إيجابياً حيال تلك المحادثات. و في تلك الليلة كنا قريبين من التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، فقد اتفقا على الاستمرار بالمفاوضات حتى نهاية الأسبوع لحين التوصل إلى مخرج إيجابي.
• و شعرتم بأنكم أصبحتم قريبين من التوصل لاتفاق؟
• تلك المحادثات في تلك الليلة استمرت لنحو خمس أو ست ساعات... عندما كنت أتحدث مع أولمرت قلت فيما يخص المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية أنه يجب إدراج حماس في المفاوضات . فقد حصلوا على الأغلبية في الانتخابات ، لكن أولمرت قال إنه لا يستطيع فعل شيء من هذا القبيل .. و أكثر من ذلك فقد أخبرت أولمرت أنني قادر على تحرير الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس (غلعاد شاليط).
• و من أجل تحرير شاليط ، هل أخبرتم إسرائيل لتفعل شيئاً لحماس؟
• أخبرت رئيس الحكومة (أولمرت) : إن أردتم منا التوسط لإطلاق سراح شاليط فبإمكاننا القيام بذلك ، لكن بالمقابل يجب على إسرائيل إطلاق سراح الناطق باسم البرلمان الفلسطيني و عدد من أعضاء البرلمان الفلسطيني من حركة حماس.
• لماذا هذه العلاقة القوية مع حماس ، التي تمثل ذراع إيران ، و رئيس مكتبها خالد مشعل مقيم في دمشق؟
• أولاً حماس ليست ذراع إيران، لقد دخلت الانتخابات كحزب سياسي. و لو أن العالم أعطاهم الفرصة ليصبحوا لاعبين سياسيين لما وصل بهم الحال إلى هذا الحد . فالعالم لم يحترم الإرادة السياسية للشعب الفلسطيني .. و نحن ندافع عن الديمقراطية أولاً و نحاول جهدنا للحفاظ على الديمقراطية بالشرق الأوسط .. لكننا لا نحترم نتائج صناديق الاقتراع.. ففلسطين اليوم عبارة عن سجن كبير . و حماس لوحدها لن تغير في الأمر شيئاً.. تخيلوا أنكم تسجنون المتحدث باسم البلاد و عدد من الوزراء و أعضاء البرلمان و تطلبون من حماس الطاعة؟.
• يبدو أنك و أولمرت كنتم على أعتاب التوصل لاختراق حقيقي بين إسرائيل و سوريا ؟
• كنت أفعل ذلك بكل حماسة.
• لكن الإسرائيليين يئسوا من دخول المفاوضات مع سوريا مرحلة المفاوضات المباشرة ؟
• كنا نحاول أن نكون أملهم. الجملة الأخيرة التي قالها أولمرت لي كانت :" فور عودتي إلى إسرائيل سأتشاور مع زملائي و سأعود إليك ". و بينما كنت أنتظر رده بدأ الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة يوم 27/12.. رغم أنه لم يكن هناك إصابات في الجانب الإسرائيلي منذ توقيع الهدنة .. لقد ادعى الإسرائيليون أن صواريخاً أطلقت من غزة .. سألت أولمرت كم قتل من الإسرائيليين بسبب تلك الصواريخ ؟ منذ السابع و العشرين من كانون أول قتل حوالي 1300 فلسطيني و جرح 6 آلاف آخرين، و لم يتبق شيء على الأرض فقد أصاب الدمار كل شيء في غزة. لقد غرقت غزة ، فهي مغلقة تماماً بفعل الحصار .. مجلس الأمن أصدر قراراً لكن إسرائيل لم تعترف به .. و أنا لا أقول أن حماس منظمة جيدة و لا ترتكب الأخطاء.. بلى هم يرتكبون الأخطاء لكني أبحث عن النتائج النهائية .
• منذ اللحظة، هل ترون دوراً تركياً ؟ فقد دارت نقاشات حول نشر قوات تركية في غزة كجزء من قوة حفظ السلام .
• هذا الأمر مرفوض تماماً ، قد نرسل مراقبين إلى غزة ، لكننا لن نرسل أي قوة لحفظ السلام إلى هناك ، سيكون أمراً خاطئاً .. و هناك من يحاول أ، يحول موقفي هذا بأنني معاد للسامية أو أكره اليهود.
• و ماذا عن اليهود الأمريكان الغاضبين منك؟
• و أنا غاضب منهم أيضاً ، و سأبدأ من اليهود الذين يعيشون في بلدي ، فهم شهود حقيقيون لما قدمته لليهود، شخصياً لطالما اعتبرت أن معاداة السامية هي جريمة ضد الإنسانية ، و كرئيس حكومة أنا دائماً ضد معاداة السامية و أنا منزعج من الحكومة الإسرائيلية الحالية التي لا تعاملنا بطريقة عادلة .
• لكنني شاهدت مظاهر معاداة السامية في تركيا مؤخراً؟
• كان هناك مظاهرات ديمقراطية .. كما هو الحال في المظاهرات التي خرجت بالولايات المتحدة و حتى داخل إسرائيل.. كل ما رددناه كان ضد الحكومة الإسرائيلية و لم يصدر أي شيء ضد اليهود.. و قد أعلنت أن أي شيء قد يمس اليهود سأعارضه بشدة.. و بالطبع لن اطلب من أولمرت أن يخط لي الخطابات بيده.
هل انتهت علاقتكم مع إسرائيل ؟
• لدينا علاقات جيدة، لكن يجب على الحكومة الإسرائيلية الحالية أن تلاحظ تصرفاتها جيداً و أن لا تستغل الأوضاع في الانتخابات القادمة.
• هل تتوقع أن يلعب الرئيس باراك أوباما بلعب دور أكثر فعالية للصلح بين الإسرائيليين و الفلسطينيين ؟
• لم يكن هناك عدالة من قبل . و اليوم نأمل لو أن العدالة تأخذ مجراها الحقيقي.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية