أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هواجس المهجرين.. هجوم النظام على الشمال بين الحرب النفسية وسيناريو الجنوب

أرشيف

ركزّت وسائل إعلامية تابعة للنظام السوري في الآونة الأخيرة، على الترويج لأنباءٍ تتحدث عن اقتراب وقوع معركة ضخمة لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرة قواته في الشمال السوري، وذلك وفق أساليب معهودة الغاية منها إحباط المعنويات العسكرية لفصائل "المقاومة السورية"، وإثارة المخاوف لدى الأهالي هناك، لا سيما بعد استيلائه على "درعا" في تموز/ يونيو الماضي.

وفي ظل الحديث عن تحضير النظام لسيناريو مماثل لما شهدته (درعا، الغوطة الشرقية، حمص)، استطلعت "زمان الوصل"، آراء عددٍ من المهجّرين الذين يقطنون في مدن وبلدات الشمال السوري.

*حرب نفسية
وفي السياق ذاته قال "محمد القيسي" مهجّر من "الغوطة" الشرقية، ويقطن في الوقت الراهن بمدنية "إدلب"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن إعلام النظام بدأ -كعادته- العمل على بث الشائعات والتهويل الإعلامي لما سيحدث لاحقاً في "إدلب"، بالتزامن مع قيام طيران النظام بإلقاء مناشير ورقية على مدن وبلدات المنطقة، دعا فيها كلاً من فصائل "المقاومة" والمدنيين للاستسلام والمصالحة معه.

وأضاف: "يسعى النظام ومن ورائه "روسيا" إلى اتباع أسلوب الحرب النفسية في حملته العسكرية التي يتحضر لها ضد "إدلب" وأجزاء من ريف "حلب"، وما هذا التصعيد الإعلامي الذي يمارسه إعلام النظام الرسمي والموالي، إلا لزرع الرعب والخوف في نفوس المدنيين والعسكريين على حدٍ سواء، من أجل دفعهم إلى الدخول في مصالحات مذّلة مثل ما حدث مؤخراً في "درعا" وقبلها في "الغوطة" الشرقية وغيرها من المناطق.

ووفقاً لما أشار إليه "القيسي" فإن النظام يسعى كذلك إلى تهيئة وخلق ظروف عمل مناسبة لـ"الضفادع" السياسية والعسكرية التي جنّدها في تلك المناطق، ذلك أن التهويل الإعلامي بحاجة إلى عناصر داخلية تتولى مهمة إحداث شرخٍ في البيئة الحاضنة للمقاومة، عبر إثارة الفتن وتأليب الرأي العام المحلي على الرافضين للدخول في مصالحة مع النظام، حسب تعبيره.

*مخاوف المهجّرين
بدوره قال "أحمد زيدان" وهو مهجرٌ آخر من منطقة "القلمون" الشرقي بريف "دمشق"، ويقطن حالياً في ضواحي مدينة "عفرين"، لـ"زمان الوصل" "لا شك أن جميع القاطنين في الشمال السوري يتخوفون من اندلاع الحرب مع قوات النظام؛ فالشمال السوري (إدلب، ريف حلب) يحتضن اليوم آلاف العائلات المهجّرة، ومن الطبيعي أن نشعر بالقلق عقب الانتكاسات المتتالية التي مررنا فيها على مدار السنوات الفائتة".

وأضاف "لا ضمانات دوليّة هنا، سبق للنظام أن تخطى جميع الخطوط الحمراء في الجنوب السوري، وعلى الرغم من أن الأخيرة كانت إحدى مناطق "خفض تصعيد" المُتفق عليها في "أستانة"، إلاّ أن النظام لم يلتزم بها لعدم وجود قرار أممي صادر عن "مجلس الأمن" الدولي بذلك".

واستطرّد "زيدان" بالقول "أنا شخصياً أعتقد أن حرب النظام على الشمال قادمة لا محالة، لكن لا أحد يعلم متى ستنطلق المعركة؟ أو ما هو المكان الذي ستتجه إليه مئات الآلاف من المدنيين في حال أقدّم النظام على ذلك؟".

*واقع الشمال مغاير للجنوب
في المقابل قلل "أحمد فارس" وهو أحد عناصر "المقاومة" المهجّرين من ريف "حمص"، ويقيم الآن في مخيم "دير بلوط" بمنطقة "عفرين"، من جدية النظام ومزاعمه المتعلقة ببدء عملية عسكرية واسعة النطاق في الشمال السوري.

وبينّ في حديثه مع "زمان الوصل" أن العملية العسكرية التي ستقوم بها قوات النظام في الشمال السوري، ليست بالدرجة التي يتخيلها البعض، لأن مسألة قيام النظام بشن أي حملة عسكرية على "إدلب" سيصطدم بلا ريب مع تفاهمات دوليّة وإقليمية مغايرة تماماً لما كانت عليه في "الغوطة" الشرقية و"درعا".

ولفتّ أيضاً إلى أن تلك التفاهمات مرتبطة إلى حدٍ كبير بالأمن القومي "التركي"، فضلاً عن كون "تركيا" قوّة إقليمية فاعلة عسكرياً على الأرض "السورية"، كما أنها تحظى بنفوذ وسلطة واسعة على غالبية فصائل "المقاومة" العاملة في أنحاء متفرقة من الشمال السوري.

وختم "فارس" بالقول" يُشكل الشمال السوري في الراهن موطناً للآلاف المقاتلين من المهجّرين الذين رفضوا مصالحة النظام، تحت أي ظرفٍ كان، ما يعني أنه يجمع النخبة العسكرية المتمرسة، وهذه قوّة كبيرة لا يمكن الاستهانة بها أبداً إذا ما تمّ الضغط عليها في المستقبل".

زمان الوصل
(120)    هل أعجبتك المقالة (119)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي