أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

للصبر حدود ... شوقي حافظ

هكذا تقول ام كلثوم التي يحتفل العرب الآن بذكرى رحيلها الرابعة والثلاثين، والرسالة التي توجهها الاغنية التحذيرية لحبيب القلب، تشير الى انه رجل الوعود والعهود والكلام المعسول الذي لا يعرف طريقه الى التنفيذ ابدا، لهذا تختتم الاغنية رسالتها بتحذير وتهديد واضحين: اذا لم يتم الوفاء بالوعد والعهد فسيكون هناك موقف آخر لان الصبر له حدود لا يمكن تجاوزها، وباخراج مضمون هذه الرسالة من اطاره الغنائي وتعميمه على الموقف السياسي الراهن في المنطقة، لا نستطيع سوى ترديد قول ام كلثوم: للصبر حدود!.
ان ارادوا اطارا مرجعيا للحل فهناك اكثر من ستين قرارا لمجلس الامن الدولي لحل الصراع العربي ـ الاسرائيلي من اشهرها القرار 242 الذي ينص على انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة منذ 5 يونيو 1967، وهناك مرجعيات اوسلو ومدريد وتفاهمات واي ريفر وشرم الشيخ والقائمة طويلة، لكن المفتقد حقا هو الارادة الغائبة القادرة على التنفيذ، واكتفى (الحبيب) الاميركي بإطلاق مكوك تلو آخر في سماوات الشرق الاوسط، وكل ما يقدمونه هو الكلام المعسول والوعود التي لا تتحقق أبدا، بينما تستثمر اسرائيل كل هذا لاحداث مزيد من تغيير الواقع على الارض.
واعود الى ام كلثوم ورسالتها الغنائية التي تقول انه لا يمكن وجود غرام ـ أو سلام ـ يبني على اوهام، وان الظلم لا يصلح اساسا لعلاقات طبيعية بل لابد من العدل لاقامة دعائم المحبة والسلام، لكنها ـ الاغنية الرسالة ـ تتدارك وتتعلم الدرس جيدا في قولها ان ما حدث (غلطة ومش هاتعود)..لقد استوعبت المرأة الدرس فهل يتعلم العرب شيئا منه؟. لقد انتهى تاريخ صلاحية وعود لا تنفذ وعهود يتم نكثها وحلو الكلام الذي لا يتطابق مع ما في القلب..انتهى زمن كل ذلك واصبح الفعل اصدق انباء من القول..الف رحمة ونور يا (ست)!.



جريدة الوطن العمانية

(97)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي