أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ذبحتني يا رجب ... حسن بلال التل

أمعفّر الليث الهزبر (بصوته)..............لمن ادخرت الصارم المسلولا

سيدي دولة الأستاذ رجب طيب أردوغان وريث آخر خلافة اسلامية وممثل الصدر الأعظم، أسعد الله صباحك بكل العز والفخر وطول العمر...
منذ توليتم وحزبكم السلطة في تركيا عاصمة آخر خلافة اسلامية عرفها التاريخ ونحن نشتمّ من اتجاه انقرة واسطنبول ريحا طيبة مباركة كنا قد شممناها عندما تولى زمام الحكم قبل ذلك بسنوات المغفور له باذن الله الاستاذ نجم الدين اربكان بصورة ديمقراطية شرعية، قبل ان ينقلب عليه شرار الخلق من اتباع اليهود واعوان الصهيونية، وعلى الرغم مما أوقعه هؤلاء بحزبه الذي غدا حزبكم، والذي كان ولايزال وسيبقى باذنه تعالى استمرارا للنهج الاسلامي المستنير الا أنكم صمدتم وبقيتم واستمريتم ولم تفلح كل محاولات الداخل والخارج بالتأثير على النهج الذي اخترتموه، كما لم تفلح في ازاحتكم أو الايقاع بكم ليس لأنكم تمثلون الاتجاه الاسلامي فحسب بل اكثر من ذلك لأنكم تمثلون بالمطلق نهج الحاكمية الرشيدة، التي أنقذت تركيا من كثير من المآزق السياسية والاقتصادية التي اوقعها فيها اسلافكم، فنهضتم بدولة كثرت كبواتها وأحييتم شعبا استسلم منذ وقت طويل لأسطورة اللادينية والاتباع الأعمى للغرب حتى صدّق أكذوبة أن الشعب التركي هو شعب أوروبي غير اسلامي منسلخ من جذوره الاسلامية، واتصالاته العروبية، رغم ان انتهاء العهد الذي كانت فيه تركيا حاضرة الخلافة الاسلامية ليس ببعيد ولايزال بين ظهرانينا من يعي عهد آخر الأباطرة المسلمين.
واليوم وبعد أن أثبت نهج الحاكم المسلم والحزب المسلم نجاحه، وانقذ تركيا من كبوتها، فقد جاء الحين الذي تيقظونها فيه من غفوتها لتحتل مكانها الطبيعي كاحدى أكبر الدول الاسلامية، والدولة التي يشكل المسلمون النسبة الأعلى من سكانها حتى قياسا بالدول العربية والأهم من ذلك أن تستعيد مكانها كاحدى أهم حواضر وقوى العالم الاسلامي.
سيدي رجب طيب أردوغان لقد كانت مواقفك ومن ورائها مواقف تركيا في عهدك وعهد حزبك نبراسا ومثالا حيا على مدى الارتباط الذي لا انفصام له ولا فكاك منه بين جناحي الأمة العربي وغير العربي لانها أمة لم تكن يوما أمة ابيض دون احمر أو عربي دون أعجمي وكانت مواقفك أيضا مرآة أرت الكثيرين حجمهم الحقيقي وواقعهم الدنيء.
يا خليفة الصدر الاعظم والباب العالي... بالأمس عندما سمعتك تقول أنك تتحدث باسم الامبراطورية العثمانية وتسعى الى احياء امجادها قفز الى ذهني مباشرة صورة لوحة طالما زينت صدر بيت جدي فيها راية سوداء وعلى زاويتها شريط أسود وفي قلبها بحروف تقطر دما تاريخ سقوط الخلافة الاسلامية على أيدي حزب الاتحاد والترقي، وكلما سألت جدي عنها زفر بحسرة وقال لابد يوما ستعود... وها نحن نرى بوادر عودتها على أيدي الغيورين من هذه الأمة واني لأراك في مقدمتهم.
مذ كنا اطفالا ونحن نقرأ قصة المعتصم مع فتح عمورية وكنت دوما اتخيل ملامح المعتصم وفورة الغضب على وجهه وهو يسمع باستغاثة الفتاة المسلمة به ويسمع عنجهية رد المحتل الرومي عليها، وكانت تلك دوما صورة في خيالي تمنيت ان أعرف كيف يكون واقعها حتى رأيتك في ذلك اليوم وملامح الغضب تفور من وجهك أثناء ردك على عنجهية الصهيوني بيريز وكيف انك لم تتنازل ان تنظر في وجهه طوال فترة الرد عليه وعلى اولئك الذين تواطؤا معه وكيف أريتهم بحق معنى ان تكون انسانا منيعا عزيزا عزك من عز دينك ودولتك وامتك وهو ما افتقدناه منذ وقت طويل، وللحظة وأنا أرى وجه بيريز يمتقع ويفقد لونه شيئا فشيئا حتى غدا كشبح لا روح فيه ولا دماء، ظننتني ارى صبايا فلسطين والعراق وحتى افغانستان يزغردن ويلطمن المحتل في الوجه قبل ان يلطمنه في الصدر.
لقد ذبحني عزك يا رجب لأنه أراني ذلي وهوان حالي، ولقد ذبحني غضبك لأنه كشف لي أن ما كنت أظنه غضبا مني ومن سياسيي بني جلدتي لم يكن سوى جعجعة صبيان بين يدي معلم غليظ العصا، ولقد ذبحتني دموعك التي ذرفتها وانت تزور جرحى غزة في مشافي اسطنبول لأنها دموع حقيقية كشفت كل دموع التماسيح، ولقد ذبحتني هبة غضبك وخروجك من أمام كل قادة وصناع القرار في العالم غضبا لنفسك ودينك وأمتك وعدالة قضيتك، وأهم من ذلك غضبا للحق والحقيقة لأنها أرتنا من كنا نبني عليه آمال العروبة يجلس ويلتزم الصمت باشارة من سكرتير هيئة الصهيونية العالمية وهو كان الاحرى ان يسبق اليها.
انني اقول ذبحتني يا رجب بكل ما قلت وفعلت وصدر عنك وعن حزبك وعن دولتك منذ توليتم حكمها، لكن الحقيقة أنك أحييتني يا رجب...وأحييت فيّ روحا أوشكت على الموت، وشعلة قاربت على الانطفاء، وأملا خبا حتى اصبح بقعة سوداء في صميم الروح لكثرة ما لحقت به الخيبات، لقد أحييتني بحق وأحييت معي ملايين من أبناء الأمة وأحلامها لكن ذبحت كثيرين غيري وغيرهم.... الصحيح انك كشفتهم وذبحتهم يا رجب

(128)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي