رفضت قوات النظام طلب أبناء مدينة "الكسوة" في ريف "دمشق" الغربي، بتمديد فترة السوق للمتخلفين والمطلوبين لخدمة الاحتياط فيها، وذلك بعد اجتماع جمعها قبل عدّة أيام مع وجهاء المدينة، أسفر عن تحديد موعدٍ نهائي للشباب فيها إلى ما بعد "عيد الأضحى" للالتحاق بالخدمة.
في هذا الشأن قال الناشط الإعلامي "عبد الله مطر" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن قوات النظام أبلغت الأهالي في مدينة "الكسوة"، بضرورة إرسال أبنائهم إلى الخدمة بعد "عيد الأضحى" مباشرةً، حيث قامت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام بتوجيه تهديدات مباشرة بمداهمة منازل المطلوبين إلى الخدمتين الإلزامية والاحتياط في حال عدم انصياعهم لقرار النظام.
وأضاف "إن تلك التهديدات خلقت حالة من الخوف والارتباك بين أهالي الكسوة، لذلك اندفع مئات المطلوبين فيها إلى تسجيل أسمائهم لدى لجان مختصة تابعة للنظام استكمالاً للإجراءات الخاصة بسوقهم إلى الخدمة فور انتهاء الموعد المحدد".
أوضح "مطر" أن قوات النظام وافقت على تأجيل عملية السوق التي كان مقرراً لها أن تجري خلال الأسبوع الجاري، لمدّة شهر فقط؛ وقد جاء هذا التأجيل نتيجة مطالب متكررة تقدّم بها أعضاء لجنة المصالحة في المدينة، من أجل الإبقاء على المطلوبين في المدينة حتى انقضاء فترة العيد.
تأتي هذه التطورات في إطار حملة واسعة تُنفِذها قوات النظام لتجنيد الشباب في مدن وبلدات (الكسوة، زاكية، المقيليبة، الطيبة)، ووفقاً لما أشار إليه "مطر" فإن الهدف من ورائها سوق ما لا يقل عن 7 آلاف متخلف ومطلوب إلى الخدمتين الإلزامية والاحتياط، إذ يقوم النظام أولاً باقتيادهم إلى مراكز عسكرية للتدريب ومن ثمّ يزجهم بالجبهات القتالية.
بدوره قال "أيمن قدور" اسم مستعارٌ لأحد المتخلفين عن الخدمة الإلزامية بمدينة "الكسوة"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن قوات النظام لم تلتزم بالتعهدات التي أعطتها سابقاً لأبناء المدينة، ولا سيما الموظفين والطلاب الجامعيين المنقطعين عن الدرّاسة فيها.
وأضاف قائلاً إن "قوات النظام لم تراعِ الأوضاع المعيشية والإنسانية المتردية للكثيرين من أبناء المنطقة، خصوصاً الموظفين وأصحاب الحرف الذين لم يتمكنوا من العودة إلى مزاولة نشاطهم، خشية تعرضهم للاعتقال حال مغادرتهم أو تنقلهم بين بلدات المنطقة".
وأشار "قدور" إلى أنه لم يتمكن من العودة إلى جامعته لمتابعة تحصيله العلمي حاله في ذلك؛ حال العشرات من طلاب الجامعات والمعاهد في مدينة "الكسوة"، الذين لم يفلح غالبيتهم ورغم خضوعهم لاتفاق "المصالحة الوطنية" مع النظام، بالحصول على موافقات أمنية، وأوراق تأجيل دراسي عن الخدمة العسكرية صادرة بشكلٍ رسمي عن أفرع النظام الأمنية تسمح لهم بإكمال دراستهم مجدداً.
يعيش "قدور" وغيره من أبناء مدينة "الكسوة" حالياً في حيرةٍ من أمرهم، لكونهم لم يتمكنوا طوال الفترة الفائتة من إيجاد طريقة تجنبهم الخدمة في صفوف قوات النظام، بما فيها الهروب إلى خارج "سوريا"، ما يعني أنهم باتوا الآن أمام خيارين: إمّا الالتحاق بقوات النظام، أو الاعتقال إذا لم يلتحقوا ونشر أسماء المطلوبين منهم على الحواجز في حال اختفائهم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية