منظمة التحرير الفلسطينية , الإطار والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الوطن المحتل و الشتات , و الذي بقى لسنوات طوال ممثلا للفلسطينيين أينما ذهبوا وتواجدوا , فهل أصبحت المنظمة مثارا للخلاف والاختلاف الجوهري بين أبناء الشعب الواحد والتي كانت على مدار عشرات السنين مظلة لهم جميعا؟ أم أنها أصبحت مجرد حجة لفتح وحماس للتهرب من استحقاقات الوحدة الفلسطينية .. عملا وتماشيا بالمثل القائل "حجة الرقاصة الأرض عوجة"؟!!
حركة حماس وعددا من القوى الفلسطينية التي ليست داخل المنظمة كحركة الجهاد الإسلامي بحكم "اختلاف أيدلوجياتها " مع البرنامج السياسي لمنظمة التحرير والتي جاءت بعد إنشاء المنظمة بأكثر من عشرين عاما , تقول كل تلك القوى وعلى رأسها حركة حماس بأن المنظمة تحتاج إلى إصلاحات جوهرية في مؤسساتها وبرنامجها السياسي كي تكون جاهزة وملائمة لضم باقي القوى التي تقع خارج إطار المنظمة وإلا فان لها الأحقية في إنشاء إطار يضم كل تلك القوى إذا ما لم يتم الاستجابة لتلك المطالب والتي حسبها لن يكون بديلا عن المنظمة وإنما سوف يكون له أيدلوجيه تختلف عنها , وبالتالي تتجاوز الانقسامات الفلسطينية الفلسطينية إلى أبعد من إطار السلطة الفلسطينية وبذلك تصل إلى المنظمة التي كانت رمزا للوحدة.
وفي هذا المجال لا أحد يستطيع إنكار أن هذه المطالب أصبحت أمرا ملحا غاية الإلحاح وتحتاج المنظمة إلى إصلاحات كثيرة جدا , ولاسيما أنها ذابت في مؤسسات السلطة الفلسطينية وأصبح العديد من رجالات السلطة الفلسطينية دخلاء عليها وفي نفس الوقت تم إقصاء عددا من رجالاتها الشرفاء , ولكن في نفس الوقت لايصح أن تتلاعب حركة حماس ومن معها هكذا بعدد من القضايا وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية والتي تضعها حجر عثرة أمام الوصول إلى الوحدة و تعمل على زيادة الانقسام وحالة التشرذم بين الفلسطينيين والتي أصبح لدينا اليقين أن ذلك كله يأتي في سياق التهرب من استحقاقات الوحدة والتي قد تكلف خاصة حركة حماس غاليا.
حركة فتح لا تقل عن حركة حماس في أسلوب التلاعب في مثل تلك القضايا , فمنظمة التحرير تحتاج إلى الكثير من الإصلاحات والتي لا تقل عن الإصلاحات التي تحتاجها حركة فتح نفسها كما حماس , وباعتقادي أن حركة فتح وهي الفصيل الأكبر داخل المنظمة تعي وتعلم علم اليقين كل ذلك ولكنها تتجاهل أو تتغاضى عنه لسبب بسيط وعجيب وهو أن حركة فتح ورجالات المنظمة الحاليين قد يجدون في الإصلاحات تلك وفي دخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى منظمة التحرير انتقاصا بعض الشئ من دورهم داخلها لاسيما أن حركة حماس أصبح لها مركزا قياديا بارزا في فترة قياسية بالنسبة لتاريخ فتح والمنظمة , متناسية حركة فتح أن من يصنع الشعبية والتأييد من قبل الشعب هي الأفعال لا المناصب التي لن تقدم أو تؤخر .
فان بكل تلك الحجج والأهداف المبطنة , فقد أصبحتا حركتي فتح وحماس والتي من المفترض إنهما حركتا مقاومة تعملان على تأمين الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني فأصبحتا ليس إلا عابثتين بأمن الوطن والمواطن و بالقضية الفلسطينية بأكملها إذا لم يتم الترفع عن كل ذلك وحذف كل تلك الحجج من أجندات كلا الحركتين وتركها إلى الخلف والعمل على إيجاد أرضية مشتركة تجمع الجميع داخلها ويحبذا إن كانت منظمة التحرير الفلسطينية لأنها ممثلا شرعيا لنا كفلسطينيين أمام العالم كله صديقا وعدوا , مع الأخذ بعين الاعتبار القيام بإصلاحات جوهرية في مؤسساتها .
قطاع غزة
[email protected]
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية