إن ثقافة الموت المستمرة بدايةً من الذبح الأسطوري للاّلهة والتي رسخت
انتصار القوة على الضعف أحياناً وانتصار العقل على الجهل أوالتقدم على
التخلف أحياناً أخرى مما جعلها صفةً بل قانوناً غرائزياً لحد بعيد يخضع له
البشر, وتجسد ذالك بالدم المسفوك بين( هابيل وقابيل ) برهاناً منطقياً لرؤية
الملائكة بالخليفة الموعود على الأرض المصاحب للفساد وسفك الدماء .
هذه الثقافة الممتدة منذ التاريخ المنبوش لاّلهة بابل وسومر والإغريق مروراً
بالفراعنة والتي انتقلت عبرمنظومةٍ مترابطة من اّلهة الحكايا إلى البشر ليقوموا
بدورهم في العمل المضني على الأرض من أجل البقاء وبناء المجد الإلهي المسترخي
على الأرائك في سبات وراحة خالدة بعيداً عن ضوضاء القتل والذبح مستمتعين
بنتائج سفك الدماء ومبهورين بها وعلى مايبدو لم تكن حساباتهم بمقدار النتائج
المذهلة لحمامات الدم , فلقد أسس الصراع الإلهي للعضلات القوية والمكر في
قتل الضعيف البسيط الساذج وعلى حلبة صغيرةٍ وأهداف وغايات لا تتجاوز
طريدةً أوصيد ميت أوأنثى بشرية راثعة الهوى والجمال حينها كان تعداد اليشر
لا يتجاوز العشرات أو المئات ولم يكن من أحلام القنابل النووية والذرية
والجرثومية قد أسقط على الأرض وماعليها بعــــــــــــــــــــــــد .
إن الفرق لشاسع بين الموت الطبيعي للإنسان وبين الموت بالإكراه , بين أخذ
القسط الطبيعي في الحياة وبين قتلٍ ينهي كل أملٍ بالتغييرالمنطقي والحقيقي
لقوانين سفك الدم ونزع ثقافة القتل والخلاص النهائي والأبدي للصراع بين
البشر إرضاءً لنزوات واعتقادات ترضي الاّلهة وتبعد سطوتهم وجبروتهم
عن الإنسان .
إن الحلول القائمة على عمليات القتل والذبح والتصور الحالي بأن البعض لديهم
التخويل للقيام بذالك تحقيقاً وتنفيذاً للأوامر التي صدرت عبر الكتب والأساطير
والقوانين التي سادت وأخضع البشر لجبروتها بسياط المنتمين لها , إن هذه الحلول
ناتجة عن التعصب والفهم الأعمى لقيم الشر ونكران للقيم الأخلاقية بحرية المعتقد
لكل المجموعات البشرية التي تعتبر الحساب والقصاص ليس من اختصاص وصلاحية
أفراد أو مجموعات بشرية أخرى ولا تعنيها الأوهام والأشباح الغير مرئية والتي لا حجم
ولا وزن لها ولا تشكل حيزاً من الفراغ .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية