رفض النظام تسوية أوضاع عددٍ من أبناء "الغوطة الشرقية" بريف دمشق، وهم بمجملهم ممن فضلوا "المصالحة" على مغادرة المنطقة باتجاه الشمال السوري، وسط مخاوف كبيرة تعتريهم من احتمال إقدام النظام على التحقيق معهم مجدداً ومن ثمّ اعتقالهم.
في هذا الصدد قال الناشط الإعلامي "براء محمد" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن شبانا من "الغوطة الشرقية" فوجئوا بقرار قوات النظام ورفضها إصدار بطاقات "التسوية" الخاصة بهم، حيث تجمع ما يقارب 350 شابا، يوم أمس السبت، في ساحات المنطقة، تنفيذاً لقرار النظام الأخير والقاضي بسحبهم قسراً لأداء الخدمة الإلزامية في قواته.
وأضاف أن "القرار شكل مفاجأة صادمة للكثيرين من أبناء منطقة "الغوطة الشرقية"، الذين باتوا يعيشون في حالة من الخوف والقلق، ولا سيما أن هؤلاء الشبان هم بغالبيتهم من الأشخاص الذين انخرطوا سابقاً إما بالقتال في صفوف فصائل "المقاومة" العاملة في المنطقة، أو أنهم من العاملين في المجالين الطبي والإغاثي".
وأوضح أيضاً أن المئات من شباب المنطقة تجمعوا في الساحات الرئيسية لمدينة "دوما"، إضافة لبلدات "المرج، مسرابا، الشيفونية"، بعد انتهاء المهلة المحددة لهم من قبل قوات النظام، إذ جرى سحب الجزء الأكبر منهم إلى "المركز 350" في منطقة "الدريج"، ومن المفترض أن يخضعوا لدورة تدريبية على الفنون القتالية لمدّة 30 يوماً، تبدأ منذ تاريخ التحاقهم، تمهيداً لفرزهم إلى مكان خدمتهم العسكرية.
من جانب آخر أشار "محمد" إلى أن قوات النظام، قامت يوم أمس، باعتقال عددٍ من المدنيين العائدين من مناطق الشمال السوري إلى "الغوطة الشرقية"، وحوّلتهم على الفور إلى الأفرع الأمنية للتحقيق معهم، وذلك عقب وصولهم مباشرة إلى المنطقة، مع العلم أن من بينهم أطفال ونساء.
كانت قوات النظام سيطرت في شهر نيسان/ أبريل الماضي، على مدن وبلدات "الغوطة الشرقية"، إثر سنوات من الحصار والقصف المتواصل على المنطقة، انتهت باتفاق تهجيرٍ أُبرم بين النظام "والمقاومة" برعاية "روسية"، وأسفر عن تهجير نحو 50 ألف شخص، من مدنيين وعسكريين برفقة عائلاتهم إلى الشمال السوري.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية