تضمّنت القوائم الأخيرة للمعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام اسم لاعب منتخب سوريا ونادي الجيش بكرة السلة "سامح سرور" ابن محافظة درعا الذي اعتقل بتاريخ 14-4-2012 في مطار دمشق الدولي أثناء عودته من حلب مع فريقه الذي لعب أمام الجلاء بمباراة ضمن بطولة كأس النخبة السوري، ولم يُعرف مصيره أو التهمة الموجهة إليه منذ ذلك الحين إلى أن تلقى ذووه خبر وفاته منذ أيام في دائرة نفوس درعا.
وينحدر "سامح" المولود عام 1989 من قرية "بدر" التابعة لبلدة "معربة" بمحافظة درعا درس في كلية إدارة الأعمال في جامعة دمشق، ولعب في "نادي الجيش" و"المنتخب الوطني" لكرة السلة وانحاز للثورة منذ بداياتها السلمية، حيث شارك في احتجاجات البلدة المطالبة بالحرية -كما يروي شقيقه أحمد سرور- لـ"زمان الوصل" مضيفاً أن الشهيد كان عمود بيت العائلة ومصدر رزقها من خلال راتبه الذي كان يتقاضاه من نادي الجيش.
وللشهيد -كما يقول محدثنا- أب مريض وأم وشقيقان وست شقيقات كان سامح أكبرهم، وكان خلوقاً ورائعاً وخجولاً حد الوصف وشاباً متفوقاً في دراسته.
وأكد "سرور" أن رفاق شقيقه حاولوا منع "سامح" من الذهاب إلى مباراة الجيش والجلاء خوفاً عليه من الاعتقال، وفعلا منعوه أن يصعد في رحلة الساعة السادسة، ولكنه غافلهم وذهب في الرحلة التي تلتها، وكان ذلك يوم الخميس بتاريخ 13/4/2012، ولعب مباراته يوم الجمعة وأثناء عودته من المباراة تم اعتقاله في المطار بحدود الساعة الثانية عشر ليلاً من قبل الأمن السياسي ليتم إيداعه في سجن عدرا، ثم تم عرضه على القضاء، وأصدر القاضي قرار تبرئته لكن فرع أمن الدولة عاود اعتقاله من داخل القصر العدلي مجدداً ليتم تحويله بتاريخ 21_5_2012 إلى الفرع (285) أمن الدولة في دمشق بتهمة إحراق بعض المدارس الحكومية في درعا، وهي تهمة ملفقة لا أساس لها من الواقع لأن "سامح" -كما يقول شقيقه- أكبر من أن يحرق منشآت وطنه، علاوة على أن أي مدرسة لم تُحرق في "معربا" (مسقط رأس سامح) أو في درعا عامة.
وتابع محدثنا أن "سامح" تعرّض خلال تنقّله بين عدة أفرع أمنية في محافظتي درعا ودمشق، إلى شتى أنواع التعذيب بحسب شهادة أحد المعتقلين المفرج عنهم، وهو ما تسبب حينها بكسر كتفه وإصابات في وجهه، رغم أنه لم يكن ارهابياً ولَم يكن مسلحاً".
وجلّ ما فعله -كما يقول- رشه المتظاهرين بالماء وإنشاده لكرامة وحرية الوطن، وروى شقيق الشهيد أن ابن عم له تلقى بعد أشهر اتصالاً بوجوده في سجن عدرا، واستبشرت العائلة خيراً بالإفراج عنه، ولكنه نُقل فيما بعد إلى سجن "صيدنايا" العسكري.
ووصل خبر وفاته من قبل أحد المساجين الذي كان معتقلاً معه، لكن العائلة وبالذات والدته ما زالت ترفض تصديق الخبر، لأن رائحة أنفاسه -حسب قوله- لازالت تعبق أرجاء المنزل والغرفة التي كان فيها وترفض أن تغادرنا.
ولم تظهر وسائل الإعلام الرياضية السورية أي اهتمام أو تعاطف مع اللاعب "سامح" بل عتمت على الخبر في ظل الممارسات القمعية لأجهزة المخابرات على الإعلام السوري وهيمنتها على معظم مكوناته.
ويروي محدثنا أن أحداً من زملاء شقيقه لم يسأل عن مصيره، خوفاً من المساءلة أو الاعتقال، باستثناء زميله لاعب منتخب سوريا "رامي عيسى" الذي ظهر بصورة على صفحته في "فيسبوك" وهو يحمل قميص المنتخب الوطني السوري بكرة السلة وقد كُتب عليه “الحرية للكابتن سامح سرور” وكشف "أحمد سرور" أن خالته ذهبت منذ أيام إلى إدارة السجل المدني في درعا لتتفاجأ بأنه متوفٍ، وقد دوّن في قيده تاريخ الوفاة بشهر شباط 2014.
ووثقت "الهيئة السورية للرياضة" مؤخراً استشهاد العديد من الرياضيين تحت التعذيب في أقبية النظام خلال الأيام الماضية، ومنهم بطل سوريا بسباق الدراجات "أحمد لحلح" ولاعب الكرامة والمنتخب الوطني لكرة القدم جهاد قصاب، ولاعب كرة السلة في نادي الوحدة "وائل وليد كاني" ولاعب كرة السلة في ناديي الكرامة والجيش "رودين عجك" وبطل الجمهورية في المصارعة "مالك خليل الحاج حمد"، إضافة إلى لاعب كرة القدم عن فئة الشباب في نادي الشعلة "محمود الجوابرة" و"جمعة الدوري" والسباح "عبد السلام فايز الحمد" ولاعبا نادي الاتحاد "سالم حجازي" و"زكريا اليوسف"، ولاعب نادي الشعلة والمنتخب الوطني بكرة الطائرة "رزق قطيفان" وغيرهم الكثير فيما يزال مصير آخرين مجهولاً في فروع ومعتقلات الأسد.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية