أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من صاحب أملاك إلى عامل.."الحردان" يختزل قصة 40 ألفا من "هجين" دير الزور

أحد أطفال "ابراهيم" التسعة

من مزارع وصاحب أملاك ومستودعات حبوب في مدينة "هجين" شرق دير الزور تحول "إبراهيم الحردان" إلى أجير في معمل جليد بمنطقة "الشعيطات"، آخر محطات رحلة نزوحه المتعبة.

يقول "الحردان" أو "أبو محمد" كما يناديه زملاؤه في العمل إنه غادر منزله بمدينة "هجين" المعقل الأكبر والأهم لتنظيم "الدولة الإسلامية" شرق سوريا في نهاية تشرين الثاني نوفمبر/ 217، لتبدأ رحلة النزوح الطويلة مع أطفاله التسعة وزوجته.

ومازال الرجل ينتظر انتهاء معركة "هجين" المرتقبة ضد تنظيم "الدولة"، والتي لم تبدأ بعد ليعود مع قرابة 20 ألف نازح هم نصف عدد سكان المدينة ينتشرون في أرياف دير الزور الخاضعة لسيطرة ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي.

تركت عائلة "الحردان" دفء منزلها لتواجه برد الشتاء الماضي لمدة 3 أشهر بخيمة مهلهلة ضمن مخيم عشوائي في قرية "الربيضة" قرب بلدة "الصور" في منطقة "الخابور"، قبل أن تنتقل إلى منزل مؤلف من غرفتين في بلدة "غرانيج" أقرب بلدات بمنطقة "الشعيطات" إلى مدينتها "هجين" عقب انسحاب تنظيم "الدولة الإسلامية" منها لصالح "سوريا الديمقراطية" مطلع العام الجاري.

في حي "الحوامة" على أطراف "هجين" يملك "إبراهيم الحردان" مستودعا للحبوب وجرارا زراعيا ومضخات مياه، هي مستلزمات قيامه بعمله الزراعي على أكمل وجه في أرض هجرها مرغماً ليعمل حالياً في معمل "ثلج غرانيج" على بعد مرمى حجر منها كأجير شهري قدره 40 ألف ليرة سورية تقيه شر العوز.

مخاوف كبيرة وكثيرة لدى الرجل وعائلته من تدمير منزلهم نتيجة غارات طائرات التحالف والمعارك المستمرة في حي "الحوامة" على أطراف "هجين"، والتي من المتوقع أن تتصاعد في حال بدأت حملة عسكرية شاملة ضد معاقل تنظيم "الدولة" على ضفة الفرات اليسرى.

ودعا بعض الناشطين والأهالي لاعتصام عصر يوم الجمعة لمطالبة التحالف الدولي بحسم معركة "هجين" ليستطيعوا العودة إلى منازلهم التي غادروها بعد إلقاء طائراته قبل 8 أشهر منشورات تطالب بإخلائها باعتبار أنها ستكون مسرحا للعمليات العسكرية.

وهدأت المعارك بين عناصر تنظيم "الدولة" وبين ميليشيات "سوريا الديمقراطية" نسبيا بمحيط مدينة "هجين" وبلدات "البو خاطر" و"الشعفة" و"السوسة" بعد فرض القوات المدعومة أمريكيا حصارا كاملا عليها منتصف أيار مايو الماضي عبر السيطرة على قرية "الباغوز التحتاني" قرب الحدود مع العراق.

زمان الوصل
(118)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي